للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَنِفْطٍ وَقَارٍ (١).

ومَن حَفَرَ بِئْرًا (٢) بالسَّابِلَةِ؛ ليرتَفِقَ بِها كالسِّفَارَةِ (٣)؛ لِشُربِهم ودَوَابِّهم (٤): فَهُمْ (٥) أحَقُّ بمَائِها (٦) ما أقَامُوا (٧).

(١) قوله: (كنِفْطٍ وقَارٍ) مثالٌ للمَعدِنِ الجَاري، مثلُ الزِّئبَقِ يتعاطونَه المَراياتيةُ [١] أو ظهَر فيه كَلأ، أو شجرٌ، فهو أحقُّ به، ولا يملِكُه. ع ب [٢].

(٢) قوله: (ومن حَفَرَ بئرًا .. إلخ) اعلم: أن البئرَ المحفُورةَ في المَواتِ ثلاثةُ أقسَام؛ لأنها إما أن تُحفَر لنفعٍ عامٍّ أو خَاصٍّ. فالأول؛ حافِرٌ فيها كغيرِه، والثاني وهو الخاص إما أن يكونَ موسَّعًا أو مضيَّقًا، فالأول؛ كالآبارِ التي يحفِرُها المسافِرون؛ لشُربِهم ودوابِّهم، فهذا يختص به الحافِرُ ما دام مُقيمًا. والثاني وهو الخاص المضيَّق هو القاصِدُ بحَفرِه التملُّكَ، فهذه مِلكٌ لحافِرِها. فتدبر. عثمان [٣].

(٣) قوله: (كالسَّفَّارةِ) والمُنتَجعينَ يَحفِرون بئرًا.

(٤) قوله: (ودوابِّهم) أي: وشُرب دوابِّهم.

(٥) قوله: (فهم) أي: الحافِرون لها.

(٦) قوله: (أحقُّ بمائها) أي: البئر التي حفروها.

(٧) قوله: (ما أقاموا [٤]) عليها. مصدرية ظرفية، أي: مدَّة قيامِهم عليها. ولا يملِكُونها؛ لجَزمهم بانتقالِهم عنها وتركِها لمن ينزِلُ منزِلَهم، بخلافِ


[١] هكذا في الأصل وفي (ب): «المراتبة»
[٢] «شرح المقدسي» (٢/ ٥١٠)
[٣] «حاشية المنتهى» (٣/ ٢٧٦)
[٤] في النسختين: «ما قاموا»

<<  <  ج: ص:  >  >>