للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنِّيَ الأَذَى وعافَانِي.

ويُكرَهُ في حَالِ التَّخلِّي: استِقبَالُ الشَّمسِ والقَمَرِ (١)، ومَهَبِّ الرِّيحِ (٢).

قولان؛ أحدهما: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم بها عليه من إطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه؛ فلجأ إلى الاستغفار من التقصير. والثاني: أنه استغفر من تركه ذكر اللَّه تعالى مدَّةَ لُبثِه على الخلاء، أي: محل المرتفق، فإنه كان لا يترك ذكر اللَّه تعالى بلسانه وقلبه إلا عند قضاء الحاجة، فكأنه رأى ذلك تقصيرًا فتداركه بالاستغفار.

(١) قوله: (ويُكره في حالِ التخلِّي استقبالُ .. إلخ) استقبالُ بالرفع نائب فاعل «يكره»؛ احترامًا وصونًا لهما عن مقابلتهما بالخارج من السبيلين؛ لما فيهما من نور اللَّه تعالى؛ ولأن أسماء اللَّه مكتوبةٌ عليهما، ولأنهما آيتان عظيمتان من آيات اللَّه، وبهما يستضيءُ الكون، وروي أن معهما ملائكة من ملائكة الرحمن، وأنهما يلعنانه حين استقبالهما بالخارج.

فإن قيل: اللعن؛ الطرد من رحمة اللَّه تعالى، وهو الموت على الكفر، وحينئذٍ فاعِلُ ذلك مستحقُّ اللعن، والمسلم لا يقال في حقه ذلك. إلا أن يُجابَ بأنَّ المراد باللعن: مطلق الطرد؛ أي المطرود عن العمل بالسنة، وليس المراد باللعن الموت على الكفر، والعياذ باللَّه من ذلك. وبه يجاب عن مثل هذا. دنوشري [١] وزيادة.

(٢) قوله: (ومهبِّ الريحِ) أي: ويكره استقبال مهبِّ الريح، فهو معطوف على


[١] «فتح مولى المواهب» (١/ ٢٠١)

<<  <  ج: ص:  >  >>