للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يُشْتَرَطُ: كَوْنُ الصِّنَاعَةِ غَيْرَ دَنِيئَةٍ (١).

(١) قوله: (ولا يُشْتَرَطُ كَوْنُ الصِّنَاعَةِ غَيْرَ دَنِيئَةٍ) عُرفًا، فتقبلُ شَهادةُ حَجَّامٍ، وحدَّادٍ، وزبَّالٍ: يجمعُ الزبلَ، وقمَّامٍ: يَقُمُّ المكانَ من زِبلٍ وغيره، وكنَّاسٍ: يكنسُ الأسواقَ وغيرها، وكبَّاشٍ: يربِّي الكِباشَ، وقرَّادٍ: يربِّي القُرود، ويطوفُ بها للتكسبِ، ودبَّابٍ: يفعلُ بالدبِّ كما يَفعلُ القرَّادُ، ونفَّاطٍ: يَلْعَبُ بالنِّفطِ حَرقِ البارُودِ ونخَّالٍ: يُغربلُ في الطريقِ على فُلوسٍ وغَيرها، وتُسمِّيه العامةُ: المُقلِّش، وصبَّاغ، ودبَّاغٍ، وجمَّالٍ، وجزَّارٍ، وكسَّاحٍ: يُنظفُ الحُشوشَ، وحائكٍ، وحارسٍ، وصائغٍ، ومُكارٍ، وقيِّمٍ، أي: خدَّامٍ، إذا حَسُنَت طريقتهُم؛ لحاجةِ الناسِ إلى هذه الصنائِع؛ لأنَّ كلَّ أحدٍ لا يليَها بنفسِه، فلو رُدَّت بها الشهادةُ، أفضَى إلى تَركِ الناسِ لها، فيشُقُّ ذَلِكَ عليهم. «منتهى وشرحه الصغير» [١].

قوله: إذا حَسُنَت طريقتُهم؛ بأن كانُوا محافِظين على [٢] الصلواتِ، واجتنابِ المعاصِي. فلا تقبلُ شهادةُ من كانَ منهم يؤخِّرُ الصلاةَ عن أوقاتِها، أو يَعِدُ ويُخلِفُ وغَلَبَ عليه ذَلِكَ، أو كانَ لا يتنزَّه عن النجاسَات.

وأما مَنْ كانَت صناعتُه محرمةً، كصانِع المَزاميرِ والطنابيرِ، ومن كانَت صناعتُه يكثُر فيها الرِّبا، كالصائِغ والصَّيرفي، ولم يتَقِّ ذَلِكَ، رُدَّتْ شهادتُه، وكذا مَنْ يسألُ من غَيرِ أن تحلَّ له المسألةُ، أو يبني حمَّامًا للنِّساءِ إذا أكثَرَ [٣]. ح ف.


[١] «دقائق أولي النهى» (٦/ ٦٧١)
[٢] سقطت: «على» من الأصل
[٣] في الأصل: «كثر»

<<  <  ج: ص:  >  >>