للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكَونُهُ مِنَ الثُّلُثِ (١).

وصَرِيحُهُ وكِنَايَتُهُ: كالعِتْقِ (٢).

ويَصِحُّ: مُطلَقًا؛ (٣)

لا يقالُ: العِتقُ بالمُباشَرَةِ يُشتَرطُ فيه أن يكونَ من جَائِزِ التصرُّفِ، بخِلافِ التدبيرِ، فما الفَرقُ؟ لأنَّا نقُولُ: قد يُفرَّقُ بينَهُما؛ بأنْ العِتقَ قد يُفوِّتُ عليه الانتفاعَ بالعَتيقِ، بخِلافِ المُدبَّرِ فإنه لا يَعتِقُ إلاَّ بالمَوتِ، وهو بعدَ المَوتِ غيرُ مفتَقِرٍ إلى العَبدِ. م ص [١].

(١) قوله: (وكَونُهُ مِنَ الثُّلُثِ): أي: ويُعتَبرُ لِعتقِ مُدبَّرٍ خروجُهُ مِنَ الثُّلثِ، أي: مَالِ السيِّدِ المُدبِّر يومَ مَوتِه، نصًّا؛ لأنه تبرُّعٌ بعدَ المَوتِ، أشبَه الوصيَّةَ إن لِمْ تُجِزِ الورثةُ. فلو لَمْ يُخرَجْ مِنَ الثُّلُثِ، ولم تُجِزِ الوَرَثَةُ، عَتَقَ مِنهُ بقَدْرِ ما يُخرَجُ مِنَ الثلثِ. ويُقدَّمُ الدَّينُ عليه؛ لأنه مِنْ قَبيلِ الوَصيَّةِ. ح ف وزيادة.

(٢) قوله: (وصَريحُه): أي: التَّدبِيرِ: لفظُ عِتْقٍ، ولَفظُ حُريَّةٍ، معلَّقينِ بمَوتِ السيِّدِ، كأنتَ حُرٌّ بعدَ مَوتِي، أو أنتَ عَتيقٌ بعدَ مَوتِي، ونحوه. ولفظُ تدبِيرٍ، كأنتَ مُدبَّرٌ. وما تصرَّفَ مِنها غيرَ أمرٍ كدبِّر، ومُضارِعٍ كتُدَبِّر، واسمِ فاعِلٍ كمُدَبِّرٍ بكسر الباء. وتكونُ كناياتُ عِتقٍ منَجَّزٍ كِناياتٍ لتدَبيرٍ، إنْ عُلِّقت بالمَوتِ، كقولِه: إن مِتُّ، فأنتَ لله، أو فأنتَ مَولاي، أو فأنتَ سَائبةٌ، أو الحَقْ بأهلِكَ بعدَ موتي، ونحوه. فلو نَوى بها التَّدبيرَ، حَصَلَ، وإلاَّ فلا، وهذا معنى قولِه: «كالعتق».

(٣) قوله: (ويَصِحُّ مُطلَقًا): أي: ويصحُّ التدبيرُ مُطلَقًا، أي: غيرَ مُقيَّدٍ، ولا مُعلَّقٍ.


[١] انظر «كشاف القناع» (١١/ ٥٣)، «دقائق أولي النهي» (٥/ ٣٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>