العِتْقِ؛ لقوله تعالى: ﴿فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا﴾ [النُّور: ٣٣] ولانتِفَاعِه بمِلكِ كَسبِه بالعتقِ.
(١) قوله: (ويحصُل العِتقُ بالقَولِ): من جائزِ التصرُّفِ، لا مُجرَّدِ نِيَّةٍ، كالطَّلاقِ. وكذا يحصُل بفعلٍ، كالمِلكِ لذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ، وبالاستيلادِ، والتَّمثِيلِ، والإكرَاهِ على اللِّواطِ، ووطءِ أمةٍ لا يُوطأ مِثلُها إذا أفضَاهَا، كما تقدَّم مُجمَلاً، ويأتي مفصَّلاً. وينقَسِمُ القولُ إلى صَريحٍ، وكِنايةٍ.
(٢) قوله: (وصَريحُهُ: لفظُ العِتقِ والحُريَّةِ): قال ابن نصر اللَّه في «حاشية الوجيز»: ظاهِرُ عباراتِهم أنه يحصُلُ بلفظِ العِتقِ، فلو قالَ لعَبدِهِ: أنتَ عِتْقٌ. عَتَق. وفيه نظر. وكذا يُقالُ في لَفظِ الحريَّةِ. ح ف.
(٣) قوله: (كَيفَ صُرِّفا): أي: لفظ العتقِ والحريَّةِ، كقولِه لِقنِّهِ: أنتَ حُرٌّ أو مُحَرَّرٌ، أو حَرَّرتُكَ، أو أنتَ عتيقٌ أو مُعتَقٌ، بفتح التاء، أو أعتقتك، فَيعتِقُ ولو لم يَنوِهِ. قال في «المُطلع»[١]: العِتقُ والحريَّةُ مصدَران، ومعنَى تصريفِهِمَا: أن يُشتَقَّ منهُمَا فِعلٌ مَاضٍ، ومُضَارِعٍ، وأمرٍ، واسمِ فاعِلٍ، واسمِ مَفعُولٍ. وظاهِرُ هذه العِبَارَةِ هُنَا، وفي التَّدبيرِ، والطَّلاقِ: حُصُولُ الحُكمِ بكلِّ واحِدٍ مِنَ الستَّةِ، وكَذَا استثناءُ الأمرِ، وما عُطِفَ عليه.
(٤) قوله: (غَيرَ أمرٍ ومُضَارِعٍ واسمِ فاعِلٍ): بنصب «غَيرَ» لأنَّ ما قبلَها كَلامٌ تامٌّ مُوجَبٌ. كقولِه لرقيقِه: حَرِّرُه أو أعتِقهُ، أو أُحرِّره أو أُعتِقُه، أو هَذَا مُحرِّرٌ،