للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنَّ الرِّجَالَ كُلَّهُم: عَصَبَاتٌ بأنفُسِهِم (١)، إلَّا: الزَّوجُ، وولَدُ الأُمِّ (٢). وأنَّ الأخَوَاتِ (٣) مَعَ البَنَاتِ (٤): عَصَبَاتٌ (٥).

قوله: «بعتق الرقبة». من ذَكر أو أنثى، فهو عَصَبةٌ للعَتيقِ، ولِمَن انتمى إليه بنَسبٍ أو وَلاءٍ، على تفصيلٍ مذكُورٍ في «الولاء» سيأتي.

(١) قوله: (وأنَّ الرِّجَالَ كُلَّهُم عَصبَاتٌ بأنفُسِهِم): واختصَّ التَّعصيبُ بالذُّكُورِ غالبًا؛ لأنهم أهلُ النُّصرَةِ والشِّدَّةِ. م ص [١].

(٢) قوله: (إلاَّ الزَّوجُ، وولَدُ الأُمِّ): مستثنى من قوله: «وأنَّ الرِّجَالَ كلَّهم … إلخ». إذ جِهاتُ العُصُوبَةِ سِتٌّ: البنوة، ثم الأبوَّة، ثم الجُدُودَةُ مَعَ الأخوَّةِ جِهَةٌ واحِدَةٌ على ما فيها مِنَ الخِلاف، ثم بنوَّةُ الأخُوَّة، ثمَّ العُمومَةُ، ثم الوَلاءُ.

(٣) قوله: (وأنَّ الأخَوَاتِ): أي: الشقيقات، أو لأبٍ. والمُرادُ: الواحِدَةُ فأكثَرَ.

(٤) قوله: (مَعَ البنَاتِ): واحدَةٍ فأكثَرَ، أو بناتِ الابنِ كذلِكَ.

(٥) قوله: (عَصَبَاتٌ): أي: عَصَباتٌ مَعَ الغَيرِ، والأصلُ في ذَلِك: حديث ابن مسعود: «وما بَقِيَ فللأُختِ» [٢]. وهذا بشَرطِ أن لا يكُونَ مَعَ الأُختِ أَخوهَا، فإن كانَ معَهَا أخوها، فهي عَصبَةٌ بالغَيرِ، لا مَعَ الغَيرِ. وحيثُ صارَت الأختُ الشَّقيقَةُ عصبةً مَعَ الغَيرِ، صَارت كالأخِ الشَّقيقِ، فتَحجُبُ الإخوةَ للأبِ، ذكورًا كانوا أو إناثًا، ومَنْ بعدَهم من العَصَبات. وحيثُ صارَت الأُختُ للأبِ عصبةً مَعَ الغَيرِ، صارَت كالأخ للأبِ، فتَحجُبُ بَني


[١] «دقائق أولي النهي» (٤/ ٥٦٢)
[٢] أخرجه البخاري (٦٧٣٦، ٦٧٤٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>