وأعلى من هذا السد سد آخر أقل منه إحكاماً وأقصر منه طولاً، على يسار الصاعد في هذا الشعب، وهذا بني متأخراً عن سد القسري بكثير، ولكن هذا السد كاد أن يُدفن ولم يبق ما يُرى منه إلا رأسه، وأقيمت عند حافته العليا عمائر ثلاث، ولا يتنبه إليه الناظر إلا بالتأمل والتدقيق. وفي أقصى الشعب جداً، بئر مطوية بصخور طياً محكماً لكنه غير منتظم، قد دفعت السيول بالصخور والأتربة إلى داخل البئر، ومع ذلك تجد فيها الماء، لا يبعد عنك أكثر من متر ونصف المتر، ولو نثلت هذه البئر الجادت بالماء، ويغلب على ظني أنها بئر خالد القسري التي أنبط منها عينه المشهورة التي أخرجها في المسجد الحرام. أما دبول هذه العين فلا تجد لها أثراً، وسألت عنها بعض قدماء سكان ذلك الحي فقال إنها كانت مشاهدة قبل سنوات، وقد غمرها العمران. (١) في ب، ج: إلى. (٢) الفاكهي (٤/ ١٦٨). (٣) في أ، ج: السِّرَر. (٤) في ب: الأَقنِعية. (٥) في ب، ج: سيل. (٦) في ج: السِّدْر. (٧) في أ: وأعلاه ذي. (٨) هكذا جاءت هذه العبارة في الأصل، وعند الفاكهي: (السِّدْر: من بطن السِّرَر، والأَفيعية: من السِّرَر، مجاري الماء منه، ما سيل مكة السِّدْر، وأعلى مجاري السِّرَر). والمفهوم من عبارة الفاكهي أنه أراد أن يعرف (السِّدْر) وليس السِّرَر كما جاءت هنا، فذكر أن السِّدْر، أو مكة السِّدْر هو من بطن السِّرَر، والسِّرَر هو الوادي الذي يسمى اليوم (المُعَيصم) وهو شعب عمرو بن عبد الله بن أسيد، وهو الشعب الذي فيه سداد الحجاج. وهذا الشعب الواسع لو وقفت في وسطه عند سد أثال (وهو أكبر سدود الحجاج) لتبين لك أن هذا الشعب يفترق سيله عند فم الشعب الذي عليه السد إلى مجريين: الأول يتجه غرباً حتى يسكب في سدرة خالد، والثاني يتجه شرقاً حتى يصب في منى بعد أن يدور حول جبل المضيبيع. ومجرى الماء الشرقي من المعيصم هو الذي يسمى الأفيعية =