للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

التعريف بكتاب أخبار مكة

[١ - أهميته]

أفرد الأزرقي البلد الحرام «مكة» في تأليف خاص، لم يسبقه أحد إلى ذلك، وإن كانت هذه الأخبار التي جمعها المؤلف موجودة قبل ذلك، لكنها لم تكن مفردة في كتاب مستقل، بل كانت في صدور الرجال، وفي المصنفات الجامعة لمواضيع الدين، ولقد استفاد منه كل من جاء بعده، فكان مصدراً لغيره في هذا الجانب.

[٢ - منهج المؤلف فيه]

إن المتفحص في كتاب «أخبار مكة» يظهر له أن المؤلف جمع فيه بين الناحية التاريخية والحديثية والفقهية والجغرافية والسياسية، وكل هذه النواحي استعمل فيها المؤلف أسلوب الرواية. فلقد ولد في القرن الثاني وإن لم يعرف بالضبط تاريخ ولادته، وهذا القرن هو على ما وصفه رسول الله من خير القرون، «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ» (١).

فمن الناحية التاريخية:

فأكرم بالإمام الأزرقي من مؤرخ استطاع من خلال هذا الكتاب عرض الواقع التاريخي بترتيب زمني يُظهر براعته في هذا الفن، وهذا أسلوب منهجي في


(١) أخرجه البخاري: في الشهادات، لا يشهد على شهادة زور إذا أشهد، (٢٥٠٩)، ومسلم في فضائل الصحابة، فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، (٢٥٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>