للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والأخشب الآخر: الجبل الذي يقال له: الأحمر. كان (١) يسمى في الجاهلية: الأعرف، وهو الجبل المشرف وجهه على قعيقعان، وعلى دور عبد الله بن الزبير، وفيه موضع يقال له: الجرّ والميزاب، وإنما سمي الجرّ والميزاب؛ أن فيه موضعين يمسكان الماء، إذا جاء المطر، يصب أحدهما في الآخر، فسمي الأعلى منهما الذي يفرغ في الأسفل: الجرّ، والأسفل منهما: الميزاب (٢).

وفي ظهره موضع يقال له: قرن أبي ريش، وعلى رأسه صخرات مشرفات يقال لهن: الكبش، عندها موضع فوق الجبل الأحمر يقال له: قرارة المدحى، كان أهل مكة يتداحون هنالك بالمداحي، والمراصع (٣).

[ذكر شق معلاة مكة اليماني وما فيه وما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم]

قال أبو الوليد: فاضح (٤): بأصل جبل أبي قبيس، ما أقبل على المسجد الحرام والمسعى، وكان الناس يتغوطون هنالك، فإذا جلسوا لذلك كشف أحدهم ثوبه، فسمي ما هنالك فاضحاً (٥).

وقال بعض المكيين: فاضح من حق آل نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، إلى


(١) في ب، ج: وكان.
(٢) الفاكهي (٤/ ٤٧ - ٤٨). وفيه اسم الأعلى: الميزاب، واسم الأسفل: الجر.
(٣) الفاكهي (٤/ ٤٨). ولا زال اسم القرارة يطلق على هذا الموضع إلى الآن.
(٤) فاضح: يمثل الرأس الجنوبي لحي القشاشية، ويمكن تحديد موضعه الآن بأنه من فوهة أول أنفاق المشاة التي تربط اليوم بين الصفا وبين أجياد الصغير، إلى مدخل موقف السيارات المقام على فوهة شعب علي. وقد سهل فيه طريق للخارج من الصفا يريد شارع الصفا وشعب علي، وصار رأسه طريقاً يتصل بالجسر الآتي من جهة أجياد، وموضعه الأسفل صار ميداناً من ميادين الحرم لكثرة ما ضرب فيه ونُحت منه.
(٥) الفاكهي (٤/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>