للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عند باب المسجد - باب الصفا -، في بركة كانت في السوق.

قال: فكان (١) الناس لا يقفون على تلك الفسقية، ولا يكاد أحد يأتيها، وكانوا على شرب ماء زمزم أرغب ما كانوا فيها (٢). قال: فلما رأى ذلك القسري، صعد المنبر، فتكلم بكلام يؤنّب فيه أهل مكة (٣).

فلم تزل تلك البركة على حالها، حتى قدم داود بن علي بن عبد الله بن عباس مكة، حين أفضت الخلافة إلى بني هاشم. فكان أول ما أحدث بمكة، هدمها، ورفع الفسقية وكسرها، وصرف العين إلى بركة كانت بباب المسجد. قال: فسر الناس بذلك سروراً عظيماً، حين هُدمت.

[باب ما ذكر من بناء المسجد الجديد الذي كان دار الندوة وأضيف إلى المسجد الكبير]

قال أبو محمد إسحاق (٤) بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي: فكانت دار الندوة على ما ذكر الأزرقي في كتابه لاصقة بالمسجد الحرام، في الوجه الشامي من الكعبة، وهي دار قصي بن كلاب، [فكانت] (٥) قريش لتبركها بأمر قصي، تجتمع فيها للمشورة في الجاهلية والإسلام (٦) ولإبرام الأمور، وبذلك سميت دار الندوة؛ لاجتماع الندي فيها، وكانت حين قسم قُصَيّ الأمور الستة التي كان فيها الشرف والذكر، وهي: الحجابة، والسقاية، والرفادة، والقيادة، واللواء، والندوة، بين ابنيه: عبد مناف وعبد الدار، مما صير إلى عبد الدار مع الحجابة واللواء، وكانت السقاية


(١) في ج: وكان.
(٢) في ب: يكون فيها، وفي ج: كانوا فيه.
(٣) إتحاف الورى (٢/ ١٢٣ - ١٢٤).
(٤) في ج زيادة: بن محمد.
(٥) في أ، ب: وكانت.
(٦) قوله: «والإسلام» ساقط من ب، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>