وهذا المبحث ذكره الفاكهي، وكلاهما أهمل هنا طريقاً آخر يدخل إلى مكة من الشمال، وهو الطريق الغربي القادم من المدينة، ووادي فاطمة، وهو من مداخل مكة التي كانت معروفة. وأنصاب الحرم في هذه الجهة على (ثنية ذات الحنظل) التي يسميها معظم الناس اليوم (رحا). وأنصاب الحرم لا زالت آثارها قائمة على رأس هذه الثنية. هذا وإن الحدود الحرم مواضع سماها الأزرقي عند ذكره لأسماء المواضع التي اشتمل عليها الحرم بشقيه الشامي واليماني، وهذه المواضع منها ما هو جبال، ومنها ما هو ثنايا، ومنها ما هو ردهات وغير ذلك، فجمعت هذه الأسماء، وسألت عنها أهل الخبرة، ووقفت على أعيانها، ورأيت عليها آثار أنصاب الحرم، ثم رأيت بعض القرارات الصادرة بشأن تحديد الحرم، وقد شاركت بعض اللجان أيضاً في الوقوف على تلك الأعيان، مما تجمع عندي بسبب ذلك كله مادة غنية لكتابة بحث موسع عن أعلام الحرم المكي الشريف، وذكر أسماء مواضع الأنصاب، بأسمائها القديمة وأسمائها الحديثة، حيث جاء - والله الحمد - كتاباً فريداً في بابه. (١) انظر هذا المبحث في الفاكهي (٥/ ٨٩)، وشفاء الغرام (١/ ١١٢ - ١١٤). ٧٨٣ - إسناده ضعيف. مصعب بن شيبة، هو ابن جبير العبدري المكي. لين الحديث (التقريب ص: ٥٣٣). أخرجه الفاكهي (٢/ ٢٥٧ ح ١٤٦٩) من طريق: سفيان، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور (١/ ٣٠٠) وعزاه إلى ابن أبي شيبة، والأزرقي. وذكره المحب في القرى (ص: ٦٣٧) وعزاه لابن الحاج في منسكه.