للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تخرجه قريش في كل موسم من أموالهم، فيدفعونه إلى قُصَي، فيصنعه طعاماً للحاج أيام الموسم بمكة ومنى، فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه، وهي الرفادة، حتى قام الإسلام، ثم في الإسلام إلى يومك هذا؛ وهو الطعام الذي يصنعه السلطان بمكة ومنى للناس حتى ينقضي الحج.

[ما جاء في حريق الكعبة وما أصابها من الرمي من أبي قبيس بالمنجنيق]

٢١٥ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي أحمد بن محمد، وإبراهيم بن محمد الشافعي، عن مسلم بن خالد، عن ابن خُثيم (١)، عن عبيد الله بن سعد: أنه دخل مع عبد الله بن عمرو بن العاص (٢) المسجد الحرام والكعبة محرقة، حين أدبر جيش الحصين بن نُمَير، والكعبة تتناثر حجارتها؛ فوقف ومعه ناس غير قليل، فبكى، حتى إني لأنظر إلى دموعه تحدر كحلاً في عينيه من إثمد كأنه رؤوس الذباب على وجنته، فقال:

يا أيها الناس، والله لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم قاتلوا ابن نبيكم بعد نبيكم ، ومُحَرِّقُوا بيت ربكم؛ لقلتم: ما من أحد أكذب من أبي هريرة، أنحن نقتل ابن نبينا؟! ونحرق بيت ربنا؟! فقد والله فعلتم. لقد قتلتم ابن نبيكم، وحرقتم بيت الله، فانتظروا النقمة؛ فوالذي نفس عبد الله بن عمرو بيده، ليُلْبِسَنَّكم الله شيعاً، وليذِيقَنَّ بعضكم بأس بعض - يقولها ثلاثاً - ثم رفع صوته في المسجد، فما في


٢١٥ - إسناده صحيح.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٣/ ٩٤) من طريق مسلم بن خالد الزنجي به.
وذكره ابن فهد في إتحاف الورى (٢/ ٦٥).
(١) في ج: خيثم، وهو تحريف (انظر التقريب ص: ٣١٣).
(٢) في ب زيادة رحمة الله عليهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>