للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر ما كان عليه ذرع الكعبة حتى صار إلى ما هو عليه اليوم من خارج وداخل]

قال أبو الوليد: وكان (١) إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه بنى الكعبة البيت الحرام، فجعل طولها في السماء تسع أذرع، وطولها في الأرض [ثلاثون] (٢) ذراعاً، وعرضها في الأرض [اثنتان وعشرون] (٣) ذراعاً، وكان غير مسقف على (٤) عهد إبراهيم، ثم بنتها قريش في الجاهلية والنبي يومئذ غلام، فزادت في طولها في السماء تسع أذرع أخرى فكانت في السماء ثمانية عشر ذراعاً، وسقفوها ونقصوا من طولها في الأرض ست أذرع وشبراً فتركوها في الحجر، واستقصرت دون قواعد إبراهيم ، جعلوا ربضاً في بطن الكعبة وبنوا عليه حين قصرت بهم النفقة وحجروا الحجر على بقية البيت لأن يطوف الطائف من ورائه، فلم يزل على ذلك حتى كان زمن عبد الله بن الزبير فهدم الكعبة وردها إلى قواعد إبراهيم، وزاد في طولها في السماء تسع أذرع أخرى على بناء قريش، فصارت في السماء سبعة وعشرين ذراعاً، وأوطأ بابها بالأرض وفتح في ظهرها باباً آخر مقابل هذا الباب، وكانت على ذلك حتى قتل ابن الزبير وظهر الحجاج وأخذ مكة، فكتب إليه عبد الملك بن مروان يأمره أن يهدم ما كان ابن الزبير زاد من الحِجر في الكعبة، ففعل ورَدَّها إلى قواعد قريش التي استقصرت في بطن البيت وكبسها بما فضل من حجارتها وسَدَّ بابها الذي في ظهرها ورفع بابها هذا الذي في وجهها والذي هي عليه اليوم من الذرع.


(١) في ب، ج: كان.
(٢) في الأصول: ثلاثين.
(٣) في الأصول: اثنين وعشرين.
(٤) في ب، ج: في.

<<  <  ج: ص:  >  >>