أما في تحديد المساحات والمسافات فلا يذكر المؤلف في نقلها إسناداً إلى أحد، وكأن المؤلف هو الذي تولى هذا الأمر بنفسه، فمثلاً: يقول المؤلف: (ذرع ما بين المزدلفة إلى منى، ومن حدّ مؤخر مسجد منى إلى مسجد مزدلفة ميلان)، وغير ذلك مما أودعه في كتابه.
وأما من الناحية السياسية:
ذكر الأزرقي ﵀ حال المسجد الحرام في عهد النبي ﷺ … والخلفاء الراشدين، وما طرأ من تغيرات في عهد الخلافتين الأموية والعباسية، وخاصة ما يتعلق بتوسعته المتعاقبة، وما جاء في هدم الكعبة وبنائها من قبل من كان يتولى شؤون المسلمين آنذاك.
فذكر عمل عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان ﵄ في توسعة المسجد، ومن ثم زيادة ابن الزبير ﵁، وعمل الوليد بن عبد الملك من زخرفة، ووضع الأساطين الرخامية، وجعل الشرفات المحيطة بالمسجد، وزيادة أبي جعفر، والمهدي، وغيرهم.
[٣ - التحقق من اسم الكتاب]
أثبت على الورقة الأولى في غالب مخطوطات هذا الكتاب اسم (أخبار مكة)، وذكر ذلك أيضاً ابن النديم في الفهرست، وابن حجر العسقلاني في التهذيب، والفاسي في العقد الثمين، وغيرهم ممن نقل عن الأزرقي.
وأثبت على الورقة الأولى من إحدى النسخ المخطوطة اسم (تاريخ مكة) وهذا العنوان هو الذي ذكره النووي في شرحه على مسلم، وفي كتابه تهذيب الأسماء والصفات، والسيوطي في شرحه على سنن ابن ماجه، والمزي في تهذيب الكمال، والفاسي في ذيل التقييد.