للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن إسحاق: وحفر هاشم بن عبد مناف بذر (١)، وقال حين حفرها: لأجْعَلنها للناس بلاغاً، وهي البئر التي في حق المقوم بن عبد المطلب، في ظهر دار طلوب مولاة زبيدة، في أصل [المُسْتَنْذر] (٢)، ويقال: أن قصيّاً حفرها ونثلها (٣) أبو لهب، وهي التي تقول فيها بعض بنات عبد المطلب:

نحن حفرنا بذر … بجانب المستنذر (٤) … نسقي الحجيج الأكبر

وذكروا أيضاً أن هاشماً حفر سجلة (٥)، وهى البئر التي يقال لها: بئر جبير بن مُطْعِمٍ بن عدي بن نوفل بن عبد مناف (٦)، دخلت في دار أمير المؤمنين التي بين الصفا والمروة في أصل المسجد الحرام، التي يقال لها: دار القوارير، أدخلها حماد البربري حين بنى الدار للرشيد هارون أمير المؤمنين (٧)، وكانت البئر شارعة في المسعى، يقال: أن جبير [بن مطعم] (٨) ابتاعها من ولد هاشم (٩).

وقال بعض المكيين: وهبها له أسد بن هاشم حين ظهرت زمزم (١٠).

ويقال: وهبها عبد المطلب، حين حفر زمزم، واستغنى عنها للمطعم بن عدي،


(١) روي عن أبي عبيدة أنها التي عند خطم الخندمة، قلنا: لعلها البئر المعروفة اليوم ب (بئر الحمام) لكونها واقعة تحت خطم الخندمة.
(٢) في أ، ب: المستبدر، وكذا وردت في الموضع التالي.
(٣) في ب، ج: فنثلها.
(٤) الفاكهي (٤/ ٩٨ - ٩٩)، وابن هشام في السيرة (١/ ١٥٦)، والفاسي في شفاء الغرام (٢/ ٨٩ - ٩٠)، والبلاذري في فتوح البلدان (ص: ٦٥).
والمستنذر: جبل بين شعب علي، وشعب عامر.
(٥) سجلة: السجل: الدلو إذا كان فيه ماء، قل أو كثر، ولا يقال لها وهي فارغة سجل، كانت برباط السدرة المعروفة اليوم (برباط قايتباي)، وكانت تسمى هذه البئر أيضاً (بئر بني نوفل).
(٦) شفاء الغرام (١/ ٦٢٤)، وذكر أنها بئر عند مسجد الراية.
(٧) شفاء الغرام (١/ ٦٠٧).
(٨) قوله: «بن مطعم» زيادة من ب، ج.
(٩) الفاكهي (٤/ ٩٩)، وشفاء الغرام (١/ ٦٢٢).
(١٠) الفاكهي (٤/ ٩٩)، وابن هشام (١/ ١٥٧)، والبلاذري (ص: ٦٥)، ومعجم البلدان (٣/ ١٩٣)، وشفاء الغرام (٢/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>