للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كانت استقصرت عليه، وكبسها بما هدم منها، وسدّ الباب الذي في ظهرها، وترك سائرها لم يحرك [منها] (١) شيئاً. فكل شيء فيها [اليوم] (٢) بناء ابن الزبير، إلا الجدر الذي في الحجر؛ فإنه بناء الحجاج.

وسَدَّ الباب الذي في ظهرها، وما تحت عتبة الباب الشرقي الذي يدخل منه اليوم إلى الأرض أربعة أذرع وشبر، كل هذا بناء الحجاج. والدرجة التي في بطنها اليوم؛ والبابان اللذان عليها (٣) اليوم هما أيضاً من عمل الحَجَّاج (٤).

فلما فرغ الحجاج من هذا كله؛ وفد بعد ذلك الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي على عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك بن مروان (٥): ما أظنّ أبا حبيب - يعني ابن الزبير - سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمع منها في أمر الكعبة. فقال الحارث: أنا سمعته من عائشة، قال: سمعتها تقول ماذا؟ قال: سمعتها تقول: قال لي رسول الله : «إن قومك استقصروا في بناء البيت، ولولا حداثة عهد قومك بالكفر أعدت فيه ما تركوا منه، فإن بدا لقومك أن يبنوه، فَهَلُمِّي لأريك ما تركوا منه»، فأراها قريباً من سبع أذرع. وقال رسول الله : «وجعلت لها بابين موضوعين على الأرض؛ باباً شرقياً يدخل الناس منه، وباباً غربياً يخرج الناس منه».

قال عبد الملك بن مروان: أنت سمعتها تقول هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، أنا سمعت هذا منها. قال: فجعل ينكت (٦) منكساً بقضيب في يده ساعة طويلة،


(١) في أ: منه.
(٢) قوله: «اليوم» ساقط من أ.
(٣) في ج: عليهما.
(٤) شفاء الغرام (١/ ١٨٩).
(٥) قوله: «بن مروان» ساقط من ب، ج.
(٦) في ب، ج: ينكث.

<<  <  ج: ص:  >  >>