للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إلى أسفلها، وكساها القباطي (١). وقال: من [كان] (٢) لي عليه طاعة، فليخرج فليعتمر من التنعيم، فمن قدر أن ينحر بدنة فليفعل، ومن لم يقدر على بدنة فليذبح شاة، فمن لم يقدر فليتصدق بقدر طوله. وخرج ماشياً، وخرج الناس معه مشاة حتى اعتمروا من التنعيم شكراً لله، ولم يُرَ يوم (٣) كان أكثر عتيقاً، ولا أكثر بدنة منحورة، ولا شاة مذبوحة، ولا صدقة من ذلك اليوم. ونحر ابن الزبير مائة بدنة، فلما طاف بالكعبة؛ استلم الأركان الأربعة جميعاً، وقال: إنما (٤) ترك استلام هذين الركنين الشامي [والغربي] (٥)؛ لأن البيت لم يكن تاماً (٦). فلم يزل البيت على بناء ابن الزبير؛ إذا طاف طائف استلم الأركان جميعاً، ويدخل البيت من هذا الباب ويخرج من الباب الغربي، وأبوابه لاصقة بالأرض، حتى قتل ابن الزبير ، ودخل الحجاج مكة، وكتب إلى عبد الملك بن مروان: أن ابن الزبير قد (٧) زاد في بيت الله (٨) ما ليس منه، وأحدث فيه باباً آخر. فكتب يَسْتَأْذِنُهُ في رد (٩) البيت على ما كان عليه في الجاهلية.

فكتب إليه عبد الملك بن مروان: أن سُدَّ بابها الغربي الذي كان فتح ابن الزبير، واهْدِم ما كان زاد فيها من الحجر، واكبسها به على ما كانت عليه. فهدم الحجاج منها ست أذرع وشبراً مما يلي الحجر، وبناها على أساس قريش الذي


(١) القباطي: القبطية ثياب من كتان بيض رقاق تنسج في مصر. وهي منسوبة إلى القبط (المعجم الوسيط ٢/ ٧١١).
(٢) في أ: كانت.
(٣) في ب، ج: يوماً.
(٤) في ب، ج زيادة: كان.
(٥) في أ: والركن الغربي.
(٦) إتحاف الورى (٢/ ٧٤ - ٧٦).
(٧) في أزيادة: كان.
(٨) في ب، ج: البيت.
(٩) في ب، ج: برد.

<<  <  ج: ص:  >  >>