للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال: وددت والله أني تركت ابن الزبير وما تحمل من ذلك (١).

قال ابن جريج: فكان (٢) باب الكعبة الذي عمله ابن الزبير طوله في السماء أحد عشر ذراعاً، فلما كان الحجاج؛ نقض من الباب أربعة أذرع وشبراً، وعمل لها هذين البابين، وطولهما ست أذرع وشبر. فلما كان في خلافة الوليد بن عبد الملك؛ بعث إلى واليه على مكة خالد بن عبد الله القسري بستة وثلاثين ألف دينار، فضرب منها على بابي الكعبة صفائح الذهب، وعلى ميزاب الكعبة، وعلى الأساطين التي في بطنها، وعلى الأركان في جوفها (٣).

قال أبو الوليد: قال جدي: فكلُّ ما على الميزاب وعلى الأركان في جوفها من الذهب؛ فهو من عمل الوليد بن عبد الملك، وهو أول من ذهب البيت في الإسلام. فأما ما كان على الباب من عمل الوليد بن عبد الملك من الذهب؛ فإنه رق وتفرق، فرفع ذلك إلى أمير المؤمنين محمد بن الرشيد في خلافته، فأرسل إلى سالم بن الجراح - عامل كان له على صوافي مكة - بثمانية عشر ألف دينار؛ ليضرب بها صفائح الذهب على بابي الكعبة. فقلع ما كان على الباب من الصفائح، وزاد عليها من الثمانية عشر ألف دينار، فضرب عليها الصفائح التي هي عليه اليوم، والمسامير، وحلقتا باب الكعبة، وعلى الفياريز (٤) والعتب (٥).

وذلك كله من عمل أمير المؤمنين محمد بن هارون الرشيد، ولم يقلع في ذلك بابي الكعبة، ولكن ضربت عليهما الصفائح والمسامير، وهما على حالهما.


(١) إتحاف الورى (٢/ ١٠٣ - ١٠٤)، والكامل لابن الأثير (٤/ ١٥٢)، والجامع اللطيف (ص: ٩٢).
(٢) في ب، ج: وكان.
(٣) شفاء الغرام (١/ ٢١٩ - ٢٢٠)، وإتحاف الورى (٢/ ١١٩).
(٤) في ج: الفيارين.
(٥) شفاء الغرام (١/ ٢٢٠)، وإتحاف الورى (٢/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>