للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أسواقهم، وإنما كان يحضر هذه المواسم بعكاظ، ومَجَنَّة، وذي المجاز: التجار ومن كان يريد التجارة. ومن لم يكن له تجارة ولا بيع؛ فإنه يخرج من أهله متى أراد. ومن كان من أهل مكة ممن لا يريد التجارة، خرج من مكة يوم التروية، فيترووا من الماء (١)، فتنزل الخمس أطراف الحرم من نمرة يوم عرفة، وتنزل الحلة عرفة، وكان النبي في سنيه التي دعا فيها بمكة قبل الهجرة لا يقف مع قريش والحمس في طرف الحرم، وكان يقف مع الناس بعرفة (٢).

قال جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: أضللت (٣) بعيراً لي في يوم عرفة، فخرجت أقصه وأتبعه بعرفة؛ إذ أبصرت محمداً بعرفة، فقلت: هذا من الحمس ما يوقفه هاهنا؟! فعجبت له.

قال: وكانوا لا يتبايعون في يوم عرفة ولا أيام منى، فلما أن جاء الله بالإسلام؛ أحَلَّ اللهُ تعالى ذلك لهم؛ فأنزل الله في كتابه: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ

جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (٤) [البقرة: ١٩٨].

وفي قراءة أبي بن كعب: «في مواسم (٥) الحج» يعني: منى، وعَرَفَة، وعُكاظ،

ومَجَنَّة، وذي المجاز؛ فهذه مواسم الحج (٦).

فإذا جاؤوا عرفة أقاموا بها يوم عرفة؛ فتقف الحلة على الموقف من عرفة عشية عرفة، وتقف الحمس على أنصاب الحرم من نمرة. فإذا دفع الناس من عرفة وأفاضوا: أفاضت الحمس من أنصاب الحرم، وأفاضت الحلة من عرفة حتى


(١) إتحاف الورى (١/ ٥٨٩ - ٥٩٠).
(٢) شفاء الغرام (٢/ ٤٧٥).
(٣) في ج: أظللت.
(٤) إتحاف الورى (١/ ٥٩٠).
(٥) في ج: موسم.
(٦) شفاء الغرام (٢/ ٤٧٥ - ٤٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>