للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الكتاب إليّ رجل أمين أثق به وأملاه بمحضره …

ولم يكن يرجح بين الأقوال، بل كان يتبع أسلوب الجمع لكل ما ورد في المسألة التي يدرسها في باب واحد، كما هو حال كتب التفسير التي جمعت من غير ترجيح بين المنقول أو تصحيح له.

ثم إنه قسم كتابه إلى أبواب، وتحت كل باب وضع الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحب والتابعين اللطيفة، فتم بذلك كتاب أخبار مكة الشريفة.

وكما هو معلوم لدى الجميع أن هذه الأمة تميزت بالإسناد، قال الحافظ أبو علي الجياني: «خص الله هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب» (١)، ومن قبل لم تُعن الأمم السابقة في النقل والرواية بالإسناد والتحري في معرفة رجاله ودرجاتهم من العدالة والضبط، فكانت الحوادث التاريخية تُروى على علاتها، والأديان والمذاهب يُعول فيها على التلقي من أفواه النقلة وكتاباتهم، دون سؤال عن الإسناد فضلاً عن دراسته وبحثه.

لكن الله تعالى لما جعل هذا الدين خاتمة الرسالات والأديان وتعهد بحفظه وصونه، اختص هذه الأمة بأن وفقها لحفظ كتاب ربها وصيانة حديث نبيها ، فإذا بها تبتكر لحفظ أمور دينها أدق منهج علمي يمكن أن يُوجد للاستثبات من النصوص المروية وتمحيصها.

أما من الناحية الفقهية:

فقد قدم الإمام الأزرقي في كتابه مادة فقهية مهمة، وخاصة بما يتعلق بالحج وأحكامه، فلقد ضمنه الكثير من الأحكام المتعلقة بالزمان والمكان، فهو يضع العنوان الفقهي ثم يحشد له ما توفر لديه من الأدلة الفقهية المتعلقة بذلك، فمثلاً:


(١) تدريب الراوي: ص (٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>