للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والوحش (١) في رؤوس الجبال، فائذن له عليك فليكلمك في حاجته. فأذن له أبرهة - وكان عبد المطلب أوسم الناس وأعظمهم وأجملهم (٢) - فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه عن أن يجلسه تحته، وكره أن تراه الحبشة يُجْلِسَه معه على سريره، فنزل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه، وأجلسه معه عليه إلى جنبه، ثم قال لترجمانه: قل له ما حاجتك؟ فقال (٣) له الترجمان: [إن] (٤) الملك يقول لك: [ما] (٥) حاجتك؟ قال: حاجتي أن يرد علي الملك (٦) مائتي بعير أصابها لي. فلما قال له ذلك، قال أبرهة لترجمانه: قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني، تكلّمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك، وقد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟!

قال عبد المطلب: إني أنا ربُّ إبلي، وإن للبيت رباً سيمنعه. قال: وما (٧) كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك.

قال ابن إسحاق: وقد (٨) كان فيما يزعم بعض أهل العلم قد ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة حين بعث إليه حناطة الحميري: يَعْمُرُ بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وهو يومئذ سيد بني بكر، وخويلد بن وائلة الهذلي، وهو يومئذ سيد هذيل؛ فعرضوا على أبرهة ثلث أموال أهل تهامة على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت، فأبى عليهم، والله أعلم كان ذلك أم لا، وقد كان


(١) في ب، ج: والوحوش.
(٢) في أ، ج: وأعظمه وأجمله. والمثبت من ب.
(٣) في ب، ج: قال.
(٤) قوله: ((إن)) ساقط من أ.
(٥) قوله: ((ما)) ساقط من أ، ج.
(٦) في ب، ج: الملك علي.
(٧) في ب، ج: ما.
(٨) في ج: قد.

<<  <  ج: ص:  >  >>