للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله (١) بالمُغَمَّس، فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك فرجمت قبره العرب (٢)، فهو قبره الذي يرجم بالمغمس، وهو الذي يقول فيه جرير بن الخَطَفَى (٣):

إذا مات الفرزدق فارجموه … كما ترمون قبر أبي رغال ولما نزل أبرهة المُغَمَّس، بعث رجلاً من الحبشة يقال له: الأسود بن [مقصود] (٤) على خيل له حتى انتهى إلى مكة، فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم، فأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها، فهمت قريش وخزاعة وكنانة وهذيل ومن كان في الحرم بقتاله، ثم عرفوا أنه (٥) لا طاقة لهم به فتركوا ذلك.

وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة فقال له: سَلْ عن سيد أهل هذا البلد وشريفهم، ثم قل لهم: إن الملك يقول لكم: إني لم أت الحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا لي بقتال فلا حاجة لي بدمائكم، فإن هو لم يُرِدْ حربي فأتني به.

فلما دخل حناطة مكة، سأل عن سيّد قريش وشريفها، فقيل له: عبد المطلب، فأرسل إلى عبد المطلب فأخبره بما قال أبرهة. فقال عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم - أو كما


(١) في ب، ج: أنزلهم.
(٢) في ب، ج: العرب قبره.
(٣) البيت في ديوانه (ص: ٣٤٢).
(٤) في الأصول: منصور. وانظر: تفسير القرطبي (٢٠/ ١٨٩)، وتفسير الطبري (٣٠/ ٣٠١)، وتفسير ابن كثير (٤/ ٥٥٣)، والثقات (١/ ١٨)، وتاريخ الطبري (١/ ٤٤١)، وسيرة ابن هشام (١/ ١٦٧)، والروض الأنف (١/ ١٢٦).
(٥) في ب، ج: أنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>