للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم رجع إلى حديث ابن إسحاق، قال: فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة بذلك إلى النجاشي، غضب رجل من النسأة (١) أحد بني فقيم من بني مالك بن كنانة، فخرج حتى أتى القليس فقعد فيها (٢) أي: أحدث فيها (٣)، ثم خرج حتى لحق بأرضه. فأخبر بذلك أبرهة فقال: من صنع هذا؟ فقيل له: صنعه رجل من العرب من أهل هذا (٤) البيت الذي تحج العرب إليه بمكة فلما (٥) سمع بقولك: أصرف إليها حاج العرب، فغضب فجاءها [ففعل] (٦) فيها. أي أنها ليست لذلك بأهل.

فغضب عند ذلك أبرهة، وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه (٧)، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت، ثم سار وخرج بالفيل معه. وسمعت (٨) بذلك العرب فأعظموه وقطعوا به، ورأوا أن جهاده حق عليهم حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام، فخرج إليه رجل من أشراف اليمن وملوكهم يقال له: ذو نفر، فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة ومجاهدته (٩) عن بيت الله الحرام وما يريد من هدمه وإخرابه، فأجابه من أجابه إلى ذلك. ثم عرض له فقاتله، فهزم ذو نفر فأتي به أسيراً. فلما أراد قتله قال له ذو نفر: أيها الملك، لا


(١) النسأة: هم الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية، أي: يحلونها، فيؤخرون الشهر من الأشهر الحرم إلى الذي بعده، ويحرمون مكانه شهراً من أشهر الحل، ويؤخرون ذلك الشهر (معجم البلدان ٤/ ٣٩٥).
(٢) في ج: ففعل فيه.
(٣) في ب، ج: فيه.
(٤) قوله: ((هذا)) ساقط من ب، ج.
(٥) في ب، ج: لما أن.
(٦) في أ: فقعد.
(٧) إتحاف الورى (١/ ١٩ - ٢٠).
(٨) في ب، ج: فسمعت.
(٩) في ب، ج: وإلى مجاهدته.

<<  <  ج: ص:  >  >>