للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الهدّامين، ثم مُرْهُم بالهدم، فإن [الدُّهَل] (١) والمزمار أنشط لهم وأطيب لأنفسهم، وأنت [تصيب] (٢) من نقضه مالاً، مع أنك تئاب من الفسقة الذين حرقوا غمدان، وتكون قد محوت عن قومك اسم بناء الحبش وقطعت ذكرهم.

وكان بصنعاء يهودي عالم، قال: فجاء قبل ذلك إلى العباس بن الربيع يتقرب إليه فقال له: إن ملكاً يهدم القُلَّيْس يلي اليمن أربعين سنة (٣). فلما اجتمع له قول اليهودي ومشورة ابن وهب بن منبه: أجمع على هدمه.

قال أبو الوليد: حدثني الثقة قال: شهدت العباس وهو يهدمه، فأصاب منه مالاً عظيماً، ثم رأيته دعا بالسلاسل فعلقها في كعيب والخشبة التي [معه] (٤) فاحتملها الرجال، فلم يقربها أحد مخافة لما كان أهل اليمن يقولون فيها، قال: فدعا [بالورديين] (٥) - وهي العجل - فأعلق فيها السلاسل، ثم جبذتها (٦) الثيران وجبذها الناس معها (٧) حتى أبرزوها من السور، فلما أن لم ير الناس شيئاً مما كانوا يخافون من مضرتها وثب رجل من أهل العراق - وكان [تاجراً] (٨) بصنعاء - فاشترى الخشبة وقطعها لدار له، فلم يلبث العراقي أن جُذِم (٩)، فقال رعاع الناس (١٠): هذا لشرائه كعيباً. قال: ثم رأيت أهل صنعاء بعد ذلك يطوفون بالقليس، فيلقطون منه قطع الذهب والفضة.


(١) في أ: المزهر.
(٢) في أ: مصيب.
(٣) في ب، ج زيادة: قال.
(٤) في أ: معها.
(٥) في الأصول بالورديون.
(٦) في ب، ج: جبذها.
(٧) في ج: معهم.
(٨) في أ: تاجر.
(٩) الجذام: من الداء، والأجذم: المقطوع اليد (لسان العرب، مادة: جذم).
(١٠) رعاع الناس: سُقاطهم وسفلتهم (لسان العرب، مادة: رعع).

<<  <  ج: ص:  >  >>