للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مالك بن كنانة، فَتَيين منهما، وأمرهما (١) أن يذهبا إلى ذلك البيت الذي بناه أبرهة بصنعاء فيحدثا فيه، [فذهبا ففعلا] (٢) ذلك. فدخل أبرهة البيت فرأى آثارهما (٣) فيه، فقال: من فعل هذا؟ فقيل له (٤): رجلان من العرب، فغضب من ذلك وقال: لا أنتهي حتى أهدم بيتهم الذي بمكة. قال: فساق الفيل إلى البيت الحرام (٥) ليهدمه، وكان من أمر الفيل ما كان.

فلم يزل القليس على ما كان عليه، حتى ولى أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين، العباس بن الربيع بن عبيد الله (٦) الحارثي اليمن، فذكر العباس ما في القليس من النقض والذهب والفضة، وعظم ذلك عنده، وقيل له: إنك تصيب منه (٧) مالاً كثيراً وكنزاً، فتاقت نفسه إلى هدمه وأخذ ما فيه، فبعث إلى ابن لوهب بن منبه فاستشاره في هدمه، وقال: إن غير واحد من أهل اليمن قد أشاروا علي أن لا أهدمه، وعظم علي أمر كعيب، وذكر (٨) أن أهل الجاهلية كانوا يتبركون به، وأنه كان يكلمهم ويخبرهم (٩) بأشياء مما يحبون ويكرهون.

قال ابن وهب: كل ما بلغك باطل، وإنما كعيب صنم من أصنام الجاهلية فُتِنوا به، فَمُرْ [بالدُّهل] (١٠) - وهو الطبل -[وبمزمار] (١١) فليكونا قريباً، ثم اعله.


(١) في ب، ج: منهم فأمرهما.
(٢) في أ: فذهب يفعلا. وفي ب، ج: فذهب بهما ففعلا.
(٣) في ب، ج: أثرهما.
(٤) قوله: ((له)) ساقط من ب، ج.
(٥) في ب، ج: بيت الله الحرام.
(٦) في ج: عبد الله. وانظر تاريخ الطبري (٤/ ٣٧٠).
(٧) في ب، ج: فيه.
(٨) في ب، ج: وذكروا.
(٩) في ج: ويخبر.
(١٠) في أ: بالمزاهر.
(١١) في أ: والمزمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>