للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حتى نزلوا قنونا وحلي (١) وما حول ذلك، فبقايا جُرْهُم بها إلى اليوم. وفنيت جُرْهُم؛ أفناهم السيف في تلك الحرب.

وأقام ثعلبة بمكة وما حولها في قومه وعساكره حولاً، فأصابتهم الحمى، وكانوا ببلد لا يدرون فيه ما الحمى. فدعوا طريفة (٢) الخير، فشكوا إليها الذي أصابهم، فقالت لهم: قد أصابني الذي تشكون، وهو مفرق (٣) بيننا. قالوا: فماذا تأمرين؟ قالت: فيكم ومنكم الأمير وعَليَّ التسيير. قالوا: فما تقولين؟

قالت: من كان منكم ذا هم بعيد، وحمل شديد (٤)، ومزاد جديد، فليلحق بقصر عُمان (٥) المشيد، فكان أزد عُمان.

ثم قالت: من كان منكم ذا جَلَد وقسر (٦)، وصبر على أزمات (٧) الدهر؛ فعليه بالأراك (٨) من بطن مر، فكانت خزاعة.


(١) قنونا: هي بلدة القنفذة، وهي: ميناء من موانئ الحجاز الجنوبية (جغرافية شبه جزيرة العرب لعمر رضا كحالة ص: ٢٨)، وهي من أودية السراة يصب إلى البحر في أوائل أرض اليمن من جهة مكة قرب حلي (معجم البلدان ٤/ ٤٠٩).
وحلي: مدينة باليمن على ساحل البحر، بينها وبين السرين يوم واحد، وبينها وبين مكة ثمانية أيام (معجم البلدان ٢/ ٢٩٧).
(٢) في ج: الطريفة.
(٣) في ب، ج زيادة ما.
(٤) قوله: ((شديد)) ساقط من ب.
(٥) عمان: بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون - اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع، إلا أن حرها يضرب به المثل، وأكثر أهلها خوارج إباضية، ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب، وهم لا يخفون ذلك (معجم البلدان ٤/ ١٥٠).
(٦) في ب، ج: وقصر.
(٧) في ج: أزمة.
(٨) الأراك: وادٍ قرب مكة يتصل بغيقة، قالت امرأة من غطفان:
إذا حنت الشقراء هاجت إلى الهوى … وذكرني أهل الأراك حنينها
شكوت إليها نأي قومي وبعدهم … وتشكو إلي أن أصيب جنينها
وقيل: هو موضع من نمرة في موضع من عرفة (معجم البلدان ١/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>