للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فتضيقون علينا مراتعنا ومواردنا، فارحلوا عنا حيث (١) أحببتم، فلا حاجة لنا بجواركم. فأرسل إليهم ثعلبة: أنه لا بد لي من المقام بهذا البلد حولاً، حتى يرجع إلي رسلي التي أرسلت، فإن تركتموني طوعاً نزلت وحمدتكم [وآسيتكم] (٢) في الرعي والماء، وإن أبيتم أقمت على كرهكم، ثم لم ترتعوا معي إلا فضلاً، ولن تشربوا إلا رنقاً.

سئل أبو الوليد عن الرّنق، فقال: الكدر من الماء، وأنشد: (٣)

كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت … من طيب الراح لما يَعْدُ أَنْ [عَتَقا] (٤)

شج السقاة على ناجودها (٥) شبماً … من ماء لينة لا طرقاً (٦) ولا رنقا

وإن قاتلتموني قاتلتكم، ثم إن ظهرت عليكم سبيت النساء، وقتلت الرجال، ولم أترك منكم أحداً (٧) ينزل الحرم أبداً.

فأبت جرهم أن تتركه طوعاً وتعبت لقتاله. فاقتتلوا ثلاثة أيام، وأفرغ عليهم الصبر ومنعوا النصر، ثم انهزمت جُرْهُم فلم ينفلت منهم إلا الشريد.

وكان مضاض بن عمرو بن الحارث قد اعتزل [جُرْهما] (٨)، ولم يُعِنْ [جُرْهما] في ذلك وقال: قدكنت أحذركم هذا. ورحل (٩) هو وولده وأهل بيته


(١) في ب، ج: حيث ما.
(٢) في أ: وواسيتكم.
(٣) في ج: وأنشدوا.
وانظر البيتين في معجم البلدان (٥/ ٢٩ - ٣٠)، والبيت الثاني في (لسان العرب ١٠/ ١٢٧).
(٤) في أ: غبقا (وانظر اللسان، الموضع السابق).
(٥) في ب: باجودها.
(٦) في الأصول: طلقاً، وهو تحريف (انظر: لسان العرب، الموضع السابق).
(٧) في ب، ج: أحداً منكم.
(٨) في الأصول: جرهم، وكذا وردت في الموضع التالي.
(٩) في ب، ج: ثم رحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>