وشعب عمرو هو: الملاوي العليا الممتدة إلى جهة منى، وشعب بني كنانة هو: ما يُسمى البياضية اليوم، وقد قام على مدخله قصر السقاف الطويل. وعلى هذا فالمحصب هو ذلك الفضاء الذي أقيم عليه قصر السقاف وما خلفه ليس إلا. القول الرابع: قول الإمام الفاكهي: وهو ما بين شعب عمرو الذي هو الملاوي إلى ثنية اذاخر. فيأخذ فضاء البياضية، وموضع قصر السقاف والخرمانية ثم يصعد في شعب أذاخر حتى يصل ريع ذاخر. القول الخامس: القول الذي نقله الفاكهي عن بعض المكيين أنه ما بين شعب الصفي إلى حائط مقيصرة وهو فناء دار محمد بن سليمان، إلى حائط خرمان، إلى ثنية أذاخر. وشعب الصفي هو: الجميزة اليمنى للصاعد إلى منى. وحائط مقيصرة يمتد تجاه قصر أبي جعفر المنصور اللاصق بجبل سقر، وجبل سقر هو: الجبل الصغير المشرف على مدخل شعب الأخنس الذي يسمى اليوم (الخنساء)، وهو لاصق بجبل قلعة المعابدة. ودار محمد بن سليمان موضعه بالقرب من قصر الإمارة القديم الذي يجاور أمانة العاصمة من الشرق. وعلى هذا القول: فالمحصب يأخذ المساحة التي تقابل جبل سقر، ثم ينزل ليأخذ موضع قصر السقاف اليوم، ثم يأخذ منطقة الخرمانية، ثم يصعد إلى ربع ذاخر. وهناك قول آخر حدد المحصب من الحجون إلى منى، وهذا بعيد لا دليل عليه. وقول آخر جعل المحصب هو الوادي الذي فيه الجمار وما بعده. وهذا أبعد من الذي قبله، ولا دليل على ذلك أيضاً. أما القول الأول وهو: قصر الأزرقي المحصب على الجهة اليسرى فقط من الحجون إلى الخرمانية، قول لا ينهض له دليل، بل الدليل عكسه؛ لأن التحصيب إنما أخذ من فعل النبي ﷺ. وإنما حصب النبي ﷺ في خيف بني كنانة. وخيف بني كنانة يطلق على شعب الصفي، وشعب الصفي على ما حررناه هو: الجميزة اليمنى للصاعد من مكة، وهذا الشعب يقع في يمين الوادي للمصعد لا على يساره وعلى ذلك فأكثر التحصيب إنما يكون على يمين الوادي، لأن الناس عندما كانوا يحصبون في شعب الصفي، وشعب عمرو، وشعب الخوز، وكل ذلك على يمين الوادي، فقصره على يسار الوادي يحتاج إلى دليل، والله أعلم. وأما القول الثاني: وهو مد طول المحصب من الجهة العليا إلى حد جبل الغيرة، (وهو جبل المنحنى اليوم) انفرد به الشافعي ﵀ إن صح عنه، ولم يتابعه على ذلك أحد، وتحصيب النبي ﷺ إنما كان أسفل من ذلك. والأزرقي، والفاكهي، والأصمعي، ومسلم بن خالد الزنجي - شيخ الشافعي - لم يتعدوا بحد المحصب الأعلى ما قابل الخرمانية لا من جهة شعب عمرو، ولا من جهة أذاخر، والله أعلم. =