للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قد قتل، فنالوا (١) من الحاضر، ثم انصرفوا فتشاغلوا بالإسلام، فلما كان بعد الفتح بيوم دخل جنيدب بن الأدلع مكة يرتاد وينظر، والناس آمنون، فرآه جندب بن الأعجم الأسلمي، فقال: جنيدب بن الأدلع قاتل أحمر بأساً، قال: نعم، فخرج جندب يستجيش عليه حيه، فكان أول من لقي خراش بن أمية الكعبي، فأخبره، فاشتمل خراش على السيف، ثم أقبل إليه، والناس حوله، وهو يحدثهم عن قتل أحمر بأساً، وهم مجتمعون عليه، إذ أقبل خراش بن أمية الكعبي مشتملاً على السيف، فقال: هكذا عن الرجل، فوالله ما ظن الناس إلا أنه يفرج عنه الناس ليتفرقوا عنه، فانفرجوا عنه، فلما انفرج الناس عنه حمل عليه خراش بن أمية بالسيف، فطعنه به في بطنه، وابن الأدلع مستند إلى جدار من جدر مكة، فجعلت حشوته تسائل من بطنه، وإن عينيه لتبرقان في رأسه، وهو يقول: قد فعلتموها يا معشر خزاعة، فوقع الرجل، فمات، فسمع رسول الله بقتله، فقام خطيباً، وهذه الخطبة الغد من يوم الفتح (٢) - فتح مكة - بعد الظهر، فقال: «أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، ويوم خلق الشمس والقمر، ووضع هذين الجبلين، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، ولا يعضد فيها شجراً، لم تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، ثم رجعت كحرمتها بالأمس. فليبلغ الشاهد الغائب. فإن قال قائل: قد قَتَلَ بها رسول الله ، فقولوا: إن الله قد أحلها لرسوله، ولم يحلها لكم. يا معشر خزاعة ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد والله كثر أن يقع، وقد قتلتم هذا القتيل، والله لأدينه، فمن قتل بعد مقامي هذا،


(١) في ج: فقالوا.
(٢) قوله: ((الفتح)) ساقط من ب، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>