للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يحمل في شق الكعبة، فابتدؤوا عمل ذلك في سنة سبع وستين ومائة، واشتروا الدور وهدموها، فهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العائذي، وجعلوا المسعى والوادي فيها (١)، فهدموا ما كان بين الصفا والوادي من الدور، ثم حرفوا الوادي في موضع الدور حتى لقوا به الوادي القديم بباب أجياد الكبير بفم خط الحزامية، فالذي زيد في المسجد من شق الوادي تسعون ذراعا من موضع جدر المسجد الأول إلى موضعه اليوم، وإنما كان عرض المسجد عرض الأول من جدر الكعبة اليماني إلى جدر المسجد اليماني - الشارع على الوادي ويلي الصفا - تسعة (٢) وأربعون ذراعا ونصف ذراع، ثم بني منحدرا حتى دخل دار أم هانئ بنت أبي طالب، وكانت (٣) عندها بئر جاهلية؛ كان قصي حفرها، فدخلت تلك البئر في المسجد، فحفر المهدي عوضا منها البئر التي على باب البقالين التي في حد ركن المسجد الحرام اليوم. ثم مضوا في بنائه بأساطين الرخام، وسقفه بالساج المذهب المنقوش، حتى توفي المهدي سنة تسع وستين ومائة [وقد انتهوا] (٤) إلى آخر منتهى أساطين (٥) الرخام من أسفل المسجد، فاستخلف موسى أمير المؤمنين، فبادر القوم بإتمام المسجد، وأسرعوا في ذلك، وبنوا أساطينه بحجارة، ثم طليت بالجص. وعمل [سقفه] (٦) عملا دون عمل المهدي في الإحكام والحسن. فعمل المهدي من ذلك الشق من أعلى المسجد إلى منتهى آخر أساطين الرخام، ومن ذلك الموضع عمل في خلافة موسى إلى المنارة الشارعة على باب أجياد الكبير، ثم منحدرا في


(١) شفاء الغرام (١/ ٦٠١).
(٢) في ج: تسع.
(٣) في ب، ج: وكان.
(٤) في أ: قد انتهوا، وفي ب: وقد انتهى. والمثبت من ج.
(٥) في ج زيادة: الحرم.
(٦) في أ: أسفله.

<<  <  ج: ص:  >  >>