للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وضعت عند بيت الزيت من (١) أول الأساطين المبيضة، عند منتهى أساطين الرخام، فكان (٢) هذا الموضع مستقيماً على المطمار حتى يلصق ببيت الشراب على ما وصفت في صدر الكتاب، وكان عمل أبي جعفر إياه بأساطين الرخام طاقاً واحداً، وأزر المسجد كما يدور من بطنه (٣) بالرخام، وجعل في وجه (٤) الأساطين الفسيفساء، فكان هذا عمل أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين على ما وصفت، وكان ذلك كله على يدي زياد بن عبيد الله الحارثي.

وكتب على باب المسجد الذي يمر منه سيل المسجد، وهو سيل باب بني جُمَح، وهو آخر عمل أبي جعفر من تلك الناحية [بالفسيفساء] (٥) الأسود، وفسيفساء مذهب (٦)، وهو قائم إلى اليوم: بسم الله الرحمن الرحيم: محمد رسول الله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً﴾ (٧) - إلى قوله -: ﴿غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٩٦ - ٩٧]. أمر عبد الله أمير المؤمنين - أكرمه الله- بتوسعة المسجد الحرام وعمارته والزيادة فيه نظراً منه للمسلمين [واهتماماً] (٨) بأمورهم، وكان الذي زاد فيه الضعف مما كان عليه قبل، وأمر ببنائه وتوسعته في المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة (٩)، وفرغ منه، ورفعت الأيدي عنه في ذي الحجة سنة أربعين ومائة بتيسير


(١) قوله: ((من)) ساقط من ب، ج.
(٢) في ب، ج زيادة: من.
(٣) في شفاء الغرام وإتحاف الورى: يدور مرتبطة.
(٤) في ب، ج: وسط.
(٥) في أ: الفسيفساء.
(٦) في ب: فسيفساء مذهب، وفي ج: فسيفساء مذهباً.
(٧) ما بين المعكوفين ساقط من أ، وفي ب زيادة: ﴿وهدى للعالمين﴾.
(٨) في أ: واهتمامه.
(٩) شفاء الغرام (١/ ٤٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>