للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عبد الله بن عباس؟ ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة وأنا في المسجد الحرام طالعاً من جبل أبي قبيس إلا ذكرت وجه ابن عباس، ولقد رأيتنا جلوساً معه في الحجر إذ أتاه شيخ قديم بدوي من هذيل يهدج (١) على عصاه، فسأله عن مسألة فأجابه، فقال الشيخ لبعض من في المجلس: من هذا الفتى؟ فقالوا: هذا عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، فقال الشيخ: سبحان الذي (٢) مسح حُسن عبد المطلب إلى ما أرى، فقال عطاء: سمعت ابن عباس يقول: سمعت أبي يقول: كان عبد المطلب أطول الناس قامة، وأحسن الناس وجهاً، ما رآه شيء قط إلا أحَبَّه، وكان له مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس معه عليه أحد، وكان الندي (٣) من قريش حرب بن أمية فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش، فجاء رسول الله وهو غلام يدرج ليجلس على المفرش (٤) فجبذوه فبكى، فقال عبد المطلب - وذلك بعدما حجب بصره -: ما لابني يبكي؟ قالوا (٥): إنه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه، فقال عبد المطلب: دعوا ابني، فإنه يحس بشرف، أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قط، قال: وتوفي عبد المطلب والنبي ابن ثمان سنين، وكان خلف جنازته يبكي، حتى دفن بالحجون.

٣٩٧ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: وحدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، أن عائشة قالت: قال رسول الله : «لو كان عندي


(١) في ج: يهرج.
والهَدْج: مشي رويد في ضعف (لسان العرب، مادة: هدج).
(٢) قوله: «الذي» ساقط من ب.
(٣) في ب: النادي، وفي ج: المندي.
والندي: هو مجلس القوم نهاراً (اللسان، مادة: ندي).
(٤) في ج: الفرش.
(٥) في ب، ج زيادة له.
٣٩٧ - إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>