للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المؤمنين عبد الله المأمون هدية للكعبة - والمأمون يومئذ بمرو من خراسان (١) - فبعث به المأمون إلى الحسن بن سهل بواسط، وأمره أن يبعث به إلى الكعبة. فبعث به مع [نصير] (٢) بن إبراهيم الأعجمي - رجل من أهل بلخ من القواد (٣) - فقدم به مكة في سنة إحدى ومائتي (٤) سنة. وحَجَّ بالناس تلك السنة: إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى، فلما صدر الناس من منى؛ نصب نصير (٥) بن إبراهيم السرير وما عليه من الفرشة والصنم في وسط رحبة عمر بن الخطاب ، بين الصفا والمروة، فمكث ثلاثة أيام منصوباً، ومعهم لوح من فضة مكتوب فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا سرير فلان بن فلان، مَلِك التبت، أَسْلَمَ وبَعَثَ بهذا هدية إلى الكعبة، فاحمدوا الله الذي هداه للإسلام. وكان يقف على السرير محمد بن سعيد ابن أخت نصير الأعجمي، فيقرأه على الناس بكرة وعشية، ويحمد الله إذ (٦) هدى ملك التبت إلى الإسلام. ثم دفعه إلى الحجبة وأشهد عليهم


(١) مرو: هي مرو الشاهجان، وهي مرو العظمى، أشهر مدن خراسان وقصبتها، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخاً (معجم البلدان ٥/ ١١٢ - ١١٣).
وخراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة، ومرو - وهي كانت قصبتها - وبلخ، وطالقان، ونسا، وأبيورد وسرخس، وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون، ومن الناس من يدخل أعمال خوارزم فيها ويعد ما وراء النهر منها، وليس الأمر كذلك، وقد فتحت أكثر هذه البلاد عنوة وصلحاً (معجم البلدان ٢/ ٣٥٠).
(٢) في أ: بصير، وفي ج: نصر. والمثبت من ب.
(٣) في ج: القواعد.
(٤) في ج: ومائتين.
(٥) في ج: نصر، وهو تحريف.
(٦) في ب، ج: الذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>