للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والأرض مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: ٣٦] (١).

فلما كان عام فتح مكة سنة ثمان؛ استعمل النبي عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة، ومضى إلى حنين فغزا هوازن. فلما فرغ منها مضى إلى الطائف، ثم رجع عن الطائف إلى الجعرانة (٢)، فقسم بها غنائم حنين في ذي القعدة، ثم دخل مكة ليلاً معتمراً، فطاف بالبيت وبين الصفا والمررة من ليلته، ومضى إلى الجعرانة فأصبح بها كبائت، فأنشأ الخروج منها راجعاً إلى المدينة، فهبط من الجعرانة في بطن سرف حتى لقي طريق المدينة من سرف، فلم (٣) يؤذن للنبي [في الحج] (٤) تلك السنة، وذلك أن الحج وقع تلك السنة في ذي (٥) القعدة، ولم يبلغنا أنه استعمل عتاباً على الحج تلك السنة - سنة ثمان - ولا أمره فيه بشيء. فلما جاء الحج، حَجَّ المسلمون والمشركون فدفعوا معاً، فكان المسلمون في ناحية يدفع بهم عتاب بن أسيد ويقف بهم المواقف؛ لأنه أمير البلد. وكان المشركون ممن كان له عهد ومن لم يكن له عهد في ناحية، فدفع بهم أبو سيارة (٦)


(١) شفاء الغرام (٢/ ٦٩ - ٧٢)، وإتحاف الورى (١/ ٥٨٧ - ٥٨٩).
(٢) الجعرانة الأصل بئر تقع شمال شرقي مكة في صدر وادي سرف، الذي يسمى بها هناك، ثم اتخذت عُمرة إقتداء باعتمار الرسول منها بعد غزوة الطائف، فيها اليوم مسجد كبير وبستان صغير، يشرف عليها من الشمال الشرقي جبل أظلم، ويربطها بمكة طريق معبدة تمتد إلى وادي الزبارة (معجم معالم الحجاز ٢/ ١٤٨).
وهي في طريق الحج العراقي، تبعد عن مكة خمسة عشر كيلو متراً، فيها مسجد وبئر قديم ماؤه عذب، وفيه بعض المواد المعدنية، وهذا المكان هو أحد منتزهات المكيين. ويقال: إنها سميت الجعرانة باسم امرأة من قريش يقال لها رائطة، ولقبها جعرانة، وهي امرأة أسد بن عبد العزى.
(٣) في ب، ج: ولم.
(٤) قوله: «في الحج» ساقط من أ.
(٥) في ب: إذا.
(٦) في ب: سارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>