للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فكل (١) هؤلاء قد نسأ في الجاهلية (٢)، والذي ينسأ لهم إذا أرادوا أن لا يحلوا المحرم قاموا بفناء الكعبة يوم الصدر، فقال: أيها الناس، لا تحلوا حُرُمَاتِكم، وعظّموا شعائركم؛ فإني أجاب (٣) ولا أعاب، ولا يعاب لقول قُلْتُه (٤). فهنالك يُحَرِّمُون المحرم ذلك العام.

وكان أهل الجاهلية يسمون المحرم صفر الأول، وصفر صفر الآخر، فيقولون (٥): صفران، وشهرا ربيع، وجماديان، ورجب، وشعبان، وشهر رمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة. فكان ينسأ الإنساء سنة ويترك سنة، ليحلوا الشهور المحرمة، ويحرموا الشهور التي ليست محرمة، وكان ذلك من فعل إبليس؛ ألقاه على ألسنتهم فرأوه حسناً. فإذا كانت السنة التي يُنسأ فيها، يقوم فيخطب بفناء الكعبة، ويجتمع الناس إليه يوم الصدر فيقول: يا أيها الناس، إني قد أنسات العام صفر الأول - يعني المحرم فيطرحونه من الشهور ولا يعتدون به، ويبتدئون العِدَّة فيقولون لصفر وشهر ربيع الأول: صفران، ويقولون لشهر ربيع الآخر وجمادى الأول (٦): شهرا ربيع، ويقولون لجماد الآخر (٧): ورجب جمادين، ويقولون لشعبان: رجب، ولشهر رمضان: شعبان، ويقولون لشوال: شهر رمضان، ولذي القعدة: شوال، ولذي الحجة: ذو القعدة، ولصفر الأول - وهو المحرم الشهر الذي أنساه -: ذو الحجة؛ فيحجون تلك السنة في المحرم، ويُبطل من هذه السنة شهراً ينسئه.


(١) في أ: وكل.
(٢) شفاء الغرام (٢/ ٦٩)، وإتحاف الورى (١/ ٥٨٥ - ٥٨٦).
(٣) في ب: أخاف.
(٤) في ب: ولا يعاد لقول قلبه، وفي ج: ولا يعاب لقول قولته.
(٥) في ب، ج: ويقولون.
(٦) في ب، ج: الأولى.
(٧) في ب، ج: الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>