للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مقام إبراهيم وهو يومئذ (١) مكانه الذي هو فيه اليوم - فقال لهم الوليد بن المغيرة: يا قوم، ألستم تريدون بهدمها الإصلاح؟ فقالوا (٢): بلى. قال: فإن الله لا يهلك المصلحين، ولكن لا [تُدْخِلُوا] (٣) في عمارة بيت ربكم إلا من طيب أموالكم، ولا تُدْخِلُوا فيه [مالاً من رباً، ولا] (٤) مالاً من مَيْسر، ولا مَهْرَ بغي، وجنبوه الخبيث من أموالكم، فإن الله لا يقبل إلا طيباً. ففعلوا، ثم وقفروا عند المقام فقاموا يدعون ربهم ويقولون: اللهم إن كان لك في هدمها رضاً فأتمه، واشغل عنا هذا الثعبان. فأقبل طائر من جو السماء كهيئة العقاب، ظهره أسود، وبطنه أبيض، ورجلاه صفراوان - والحية على جدر البيت فاغرة فاها- فأخذ برأسها ثم طار بها حتى أدخلها أجياد الصغير. فقالت قريش: إنا لنرجوا أن يكون الله قد رضي [عملكم] (٥)، وقبل نفقتكم فاهدموه (٦). فهابت قريش هدمه، فقالوا: من يبدأ فيهدمه؟ فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في [هدمه] (٧)، أنا شيخ كبير، فإن أصابني أمر كان قد دَنَا أجلي، وإن كان غير ذلك لم يَزْرِ بي (٨). فعلا البيت وفي يده عتلة يَهْدِمُ بها، فتَزَعْزَعَ من تحت رجله حَجَرٌ فقال: اللهم لم تُرع، إنما أردنا الإصلاح. وجعل يهدمها حجراً حجراً بالعتلة، فهدم يومه ذلك، فقالت قريش: نخاف أن ينزل به العذاب إذا أمسى. فلما أمسى لم ير بأساً، فأصبح الوليد غادياً


(١) في ب، ج زيادة: في.
(٢) في ب، ج: قالوا.
(٣) في أ: تدخلون، وكذا وردت في الموضع التالي.
(٤) ما بين المعكوفين زيادة من ب، ج.
(٥) في أ: عنكم.
(٦) إتحاف الورى (١/ ١٤٩ - ١٥٠).
(٧) في أ: هدمها.
(٨) في ج: يرزني.
ولم يرزأني شيئاً: لم يأخذ مني شيئاً (لسان العرب، مادة: رزا. وأضاف: مهموز وغير مهموز).

<<  <  ج: ص:  >  >>