للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الزنجي، عن ابن أبي (١) نجيح، عن أبيه، قال: جلس رجال من قريش في المسجد الحرام فيهم حويطب بن [عبد] (٢) العزى، ومخرمة بن نوفل، فتذاكروا بنيان قريش الكعبة وما هاجهم على ذلك، وذكروا كيف كان بناؤها قبل ذلك.

قالوا: كانت الكعبة مبنية برضم يابس ليس بمدر، وكان بابها بالأرض، ولم يكن لها سقف، إنما (٣) تُدَلَّى الكسوة على الجدر من خارج، وتربط من أعلى الجدر من بطنها.

وكان في بطن الكعبة عن يمين من دخلها جُبٌّ يكون فيه ما يُهدى للكعبة (٤) من مال وحلية؛ كهيئة الخزانة، وكان يكون على ذلك الجُبُّ حَيَّة تَحْرُسُه، بعثها الله منذ زمن جُرْهُم؛ وذلك أنه عدا على ذلك الجُبّ قوم من جُرْهُم، فسرقوا مالها وحليتها مرة بعد مرة، فبعث الله جل ثناؤه تلك الحية، فحرست الكعبة وما فيها خمسمائة سنة، فلم تزل [كذلك] (٥) حتى بنت قريش الكعبة.

وكان قرنا الكبش الذي ذبحه إبراهيم خليل الرحمن معلقين في بطنها بالجدر تلقاء من دخلها، يُخلقان ويُطيِّبَان إذا طيب (٦) البيت، وكان فيها معاليق من حِلْيَةٍ كانت تُهدى للكعبة، فكانت على ذلك من أمرها.

ثم إن امرأة ذهبت تُجَمِّرُ الكعبة، فطارت من مِجْمَرَتِها شررة (٧) فاحترقت كُسْوَتُها، وكانت الكسوة عليها ركاماً بعضها فوق بعض، فلما احترقت الكعبة


(١) قوله: ((أبي)) ساقط من ج.
(٢) قوله: ((عبد)) ساقط من أ.
(٣) في ب، ج: وإنما.
(٤) في ب، ج: إلى الكعبة.
(٥) قوله: ((كذلك)) زيادة من ب، ج.
(٦) في ج: طيبت.
(٧) في ب: شرارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>