للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جند أرياط إلى أبرهة، فاجتمعت عليه الحبشة باليمن.

وكان ما صنع أبرهة من قتله (١) أرياط من غير (٢) علم النجاشي ملك الحبشة بأرض أكسوم من بلاد الحبشة (٣)، فلما بلغه ذلك غضب غضباً شديداً وقال: عدا على أميري بغير أمري فقتله، ثم حلف النجاشي لا يدع أبرهة حتى يطأ أرضه ويجز ناصيته (٤).

فلما بلغ أبرهة ذلك (٥) حلق رأسه، ثم ملأ جراباً (٦) من تراب أرض اليمن، ثم بعث به إلى النجاشي، وكتب إليه:

أيها الملك، إنما كان أرباط عبدك وأنا عبدك، اختلفنا في أمرك، وكلنا طاعته (٧) لك، إلا أني كنت أقوى على أمر الحبشة منه، وأضبط وأسوس لهم منه، وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك، وبعثت به إليه مع جراب من تراب أرضي؛ ليضعه تحت قدميه فيبر بذلك قسمه.

فلما انتهى ذلك إلى النجاشي؛ رضي عنه وكتب له: أن اثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمري. فأقام أبرهة باليمن، وبنى أبرهة عند ذلك «القليس» (٨) بصنعاء إلى جنب غمدان، فبنى كنيسة وأحكمها وسماها القليس (٩)، وكتب إلى النجاشي


(١) في ب، ج: قتل.
(٢) في ب، ج: بغير.
(٣) في ب، ج: الحبش.
(٤) الناصية: مَنْبِتُ الشَّعْر في مقدَّم الرأس (لسان العرب، مادة: نصا).
(٥) في ب، ج: ذلك أبرهة.
(٦) الجراب وعاء من إهاب الشاء لا يُوعى فيه إلا يابس (لسان العرب، مادة: جرب).
(٧) في ب، ج: طاعة.
(٨) القليس: وهي الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء. وسميت القليس؛ لارتفاع بنيانها وعلوها، ومنه القلانس؛ لأنها في أعلى الرؤوس (معجم البلدان ٤/ ٣٩٤).
(٩) ذكره ابن كثير في تفسيره (٤/ ٥٥٠) في ذكر قصة أصحاب الفيل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>