للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من علماء أهل اليمن، وكان جُلّ الحديث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: إن ملكاً من ملوك حمير يقال له: زرعة ذو نواس، وكان قد تهود، واستجمعت معه حمير على ذلك، إلا ما كان من أهل نجران وهم من أشلاء سبأ؛ فإنهم كانوا على النصرانية على أصل حكم الإنجيل وبقايا من دين الحواريين، ولهم رأس يقال له: عبد الله بن ثامر، فدعاهم ذو نواس إلى اليهودية فأبوا، فخيرهم فاختاروا القتل، فَخَدَّ لهم أخدوداً، وصنّف لهم القتل؛ فمنهم من قُتِلَ صَبراً، ومنهم من أوقد له النار في الأخدود (١) فألقاه في النار، إلا رجل من سبأ يقال له: دوس بن ذي ثعلبان، فذهب على فرس له يركض حتى أعجزهم في الرمل، فأتى [قيصر] (٢) فذكر له ما بلغ منهم ذو نواس (٣) واستنصره، فقال: بعدت بلادك ونات دارك عنا، ولكن سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على ديننا فينصرك.

فكتب له إلى النجاشي يأمره بنصره، فلما قدم على النجاشي: بعث معه رجلاً من الحبشة يقال له أرياط، وقال: إن دخلت اليمن فاقتل ثلث رجالها، واخرب ثلث بلادها. فلما دخلوا أرض اليمن تناوشوا شيئاً من قتال، ثم ظهر عليهم، وخرج زرعة ذو نواس على فرسه فاستعرض به البحر حتى لجج به فماتا في البحر، وكان آخر العهد به. فدخلها أرياط فعمل ما أمر به النجاشي، فقال قائل من أهل اليمن في ذلك مثلاً يضربه (٤): لا كدوس ولا كأعلاق رحله.

وقال ذو جدن فيما أصاب أهل اليمن وما نزل بهم:


(١) الأخدود الذي ذكره الله تعالى كان في قرية من قرى نجران، وهي اليوم خراب ليس فيها إلا المسجد الذي أمر عمر بن الخطاب ببنائه (معجم ما استعجم ١/ ١٢١).
(٢) في أ: قيسر.
(٣) قوله: (ذو نواس) ساقط من ب، ج.
(٤) في ج: يضرب به.

<<  <  ج: ص:  >  >>