للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أحباراً (١) كانوا معه من أهل الكتاب فسألهم، فقالوا: هل هممت لهذا البيت بسوء؟ قال: فأخبرهم بما قال له الهذليون وبما أراد أن يفعل، فقالت الأحبار: والله (٢) ما أرادوا إلا هلاكك وهلاك قومك، إن هذا بيت الله الحرام، ولم يرده أحد قط بسوء إلا هلك. قال: فما الحيلة؟ قالوا: تنوي له خيراً، أن تعظمه وتكسوه، وتنحر عنده، وتحسن إلى أهله. ففعل، قال: فانجلت عنهم الظلمة، وسكنت الريح، فانطلقت (٣) بهم ركابهم ودوابهم، وأمر (٤) تبع بالهذليين فضربت أعناقهم وصلبهم. وإنما كانوا فعلوا ذلك حَسَداً لقريش على ولايتهم البيت.

ثم سار تبع حتى قدم مكة، فكان (٥) سلاحه بقعيقعان، فيقال: بذلك سمي قعيقعان، وكانت خيله بأجياد، ويقال: إنما سميت أجياد أجياداً بجياد خيل تبع (٦)، وكانت مطابخه بالشعب (٧) الذي يقال له: شعب عبد الله بن عامر بن كريز؛ فلذلك سمي (٨): المطابخ، فأقام بمكة أياماً ينحر في كل يوم مائة بدنة، لا يرزأ هو ولا أحد ممن في عسكره منها شيئاً، يردها الناس فيأخذون منها حاجتهم، ثم تقع (٩) الطير فتأكل، ثم تنتابها السباع إذا أمست لا يصد عنها شيء من الأشياء؛ إنسان ولا طائر ولا سبع. يفعل ذلك كل يوم مقامه أجمع، ثم كسا البيت كسوة


(١) في أ: أحبار.
(٢) قوله: «والله» ساقط من ب، ج.
(٣) في ب، ج: وانطلقت.
(٤) في ب، ج: فأمر.
(٥) في ب، ج: فكانت.
(٦) شفاء الغرام (١/ ٦٧٢ - ٦٧٣).
(٧) في أ، ب: في الشعب.
(٨) في ب، ج زيادة: الشعب.
(٩) في ب، ج: يقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>