للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مكة يوم الجمعة، لعشر ليال بقين من شهر رمضان، فبث السرايا في كل وجه، وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام. فخرج هشام بن العاص في مائتين من (١) قبل يَلَمْلَم (٢)، وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عُرَنَة، وبعث خالد بن الوليد (٣) في ثلاثين فارساً من أصحابه إلى العزى حتى انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي فقال: أهدمت؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا، قال: فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها، فخرج خالد بن الوليد وهو [متغيظ] (٤)، فلما انتهى إليها جرّد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة شعرها، فجعل السادن يصيح بها. قال خالد: - فأخذني (٥) اقشعرار في ظهري - فجعل يصيح [بها] (٦) ويقول:

أعزى شَدِّي شَدَّةً لا تكذبي … أعزّى ألقي القناع وشمري

أَعْزَى إِنْ (٧) لَمْ تَقْتُلي المرء خالداً … فَبُوئي بإثم عاجل وتنصري

وأقبل خالد بن الوليد بالسيف إليها وهو يقول:

كفرانك (٨) لا سُبْحَانَكَ … إني رأيت الله قد أهانك


(١) قوله: ((من)) ساقط من ب، ج.
(٢) يَلَمْلَم: موضع على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن (معجم البلدان ٥/ ٤٤١). قال البلادي في معالم مكة (ص: ٣٢٨) واد فحل من أودية مكة الجنوبية، متعدد الروافد، كثير المياه، يجري غيله في الأرض، يأتي من السراة الواقعة على قرابة ٣٠ كيلاً جنوب غربي الطائف، ثم يندفع غرباً في النحدار عميق بين صهاليج جبال، فيمر بالسعدية: ميقات أهل اليمن على الطريق التهامي، ثم يصب في البحر جنوب جدة على مرحلتين.
(٣) في أزيادة: «إلى العزى فهدمها فخرج خالد بن الوليد».
(٤) في أ: مغضباً.
(٥) في ب، ج: وأخذني.
(٦) قوله: ((بها)) زيادة من ب، ج.
والأبيات في الأصنام (ص: ٢٠٦ وهوامشها)، وإتحاف الورى (١/ ٥٢٠).
(٧) في ج: إذا.
(٨) في ب: عزى كفرانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>