للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر، مات بالحبشي، فلم يحمل إلى مكة، والحبشي: جبل بأسفل مكة على بريد منها.

وفي هذه المقبرة يقول كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي (١):

كم بذاك الحجون من حي صدق … من كهول أعفة وشباب

سكنوا الجزع - جزع بيت أبي مو … سى - إلى النخل من صفي السباب

أهل دار تتابعوا (٢) للمنايا … ما على الدهر بعدهم من عتاب

فارقوني وقد علمت يقيناً … ما لمن ذاق منيّة من إياب

قال أبو الوليد: فكان (٣) أهل مكة يدفنون موتاهم في جنبتي الوادي، يمنة وشامة (٤) في الجاهلية وفي صدر الإسلام، ثم حول الناس جميعاً قبورهم في الشعب الأيسر (٥) لما جاء من الرواية فيه، ولقول رسول الله : «نِعم الشعب، ونِعم المقبرة (٦)». ففيه اليوم قبور أهل مكة، إلا آل عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، وآل سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فهم يدفنون في المقبرة العليا بحائط خُرْمان (٧).


(١) انظر الأبيات في الفاكهي (٤/ ٦٠)، والأغاني (١/ ٣٢١ - ٣٢٢، ٨/ ٣٤٣، ٩/ ١٧٤)، ومعجم البلدان (٣/ ٤١٥).
(٢) في ب: تبايعوا.
(٣) في ج: وكان.
(٤) قال ابن ظهيرة: المراد باليمني: هو شعب أبي دب، المعروف الآن بـ (شعب العفاريت) و (شعب الجزارين)، المراد بالشام: هو (شعب الصفي).
(٥) هذا وبانتقال المقبرة من الجانب الأيمن للخارج من مكة إلى الجانب الأيسر أهملت المقابر في الجانب الأيمن بالتدريج حتى لم يبق فيه قبر اليوم، بل منذ زمن بعيد، وكذلك انتقل اسم الحجون بعد الفاكهي إلى الجانب الأيسر، فأطلق على المقبرة اليسرى، ولم يعد يطلق اسم الحجون اليوم إلا على الجانب الأيسر، وهذا منذ عهد الفاسي، بل قبله كذلك، ولذلك وقع لبعض الفضلاء في القديم والحديث خبط في ذلك.
(٦) شفاء الغرام (١/ ٥٣٣، ٥٣٦).
(٧) ذكره الفاكهي (٤/ ٥٩)، وشفاء الغرام (١/ ٥٣٦). وحائط خُرمان: هو المعروف اليوم بالخرمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>