للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يقول ابن عباس : فقالت له أم إسماعيل: إلى من تتركها وابنها؟ … فقال (١): إلى الله ﷿، قالت: رضيت بالله تعالى.

فرجعت أم إسماعيل تحمل ابنها حتى قعدت تحت الدوحة، فوضعت ابنها إلى جنبها، وعلقت شُئتها تشرب منها وتدر على ابنها حتى فني ماء شنتها، فانقطع درها فجاع ابنها. واشتد (٢) جوعه، حتى نظرت إليه أمه يتشحط (٣). قال: فخشيت أم إسماعيل أنه يموت فأحزنها.

يقول ابن عباس قالت أم إسماعيل: لو تغيبت عنه حتى لا أرى موته.

يقول ابن عباس: فعمدت أم إسماعيل إلى الصفا حين رأته مشرفاً تستوضح عليه أي: ترى أحداً بالوادي، ثم نظرت إلى المروة، ثم قالت: لو مشيت بين هذين الجبلين [تعلّلت] (٤) حتى يموت الصبي ولا أراه.

قال ابن عباس : فمشت بينهما أم إسماعيل ثلاث مرات أو أربع (٥)، ولا تجيز بطن الوادي [في] (٦) ذلك إلا رملاً.

يقول ابن عباس: ثم رجعت أم إسماعيل إلى ابنها فوجدته يَنْشَغ (٧) كما تركته، فأحزنها، فعادت إلى الصفا تعلَّل حتى يموت ولا تراه، فمشت بين الصفا والمروة كما مشت أول مرة.


(١) في ب، ج: قال.
(٢) في ب، ج: فاشتد.
(٣) الشَّخْط: الاضطراب (لسان العرب، مادة: شحط).
(٤) في أ: وتعللت.
(٥) الفاكهي (٣/ ٢٢١).
(٦) قوله: «» ((في)) ساقط من أ.
(٧) النَّشْغ: الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشي (لسان العرب، مادة: نشغ).

<<  <  ج: ص:  >  >>