للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذهب بابي الكعبة، وما على الأنف، واستعان به على فتنة كانت بين الحناطين (١) والجزارين بمكة في (٢) سنة ثمان وستين ومائتين، وجعل (٣) ذلك فضة مضروبة مُموهة بالذهب على مثال ما كان عليها؛ فإذا تمسح الحاج به في أيام الحج بدت الفضة حتى يُجَدّدوا تَمْوِيهها في كل سنة (٤)، ورخام (٥) الحجر قد رث، وهو (٦) يحتاج إلى تجديد، وأن بلاطاً من حجارة حول الكعبة لم يكن تاماً [يحتاج إلى أن يتم من] (٧) جوانبها كلها، وسألوا الأمير بعمل ذلك. فأمر أمير المؤمنين كاتبه عبيد الله بن سليمان بن وهب وغلامه بدر المؤمر بالحضرة بعمل ما رفع إليه من عمل الكعبة والمسجد الكبير، وبعمارة دار الندوة مسجداً يوصل بالمسجد الكبير، [وبعزق] (٨) الوادي كله والمسعى، وما حول المسجد الحرام (٩)، وأخرج لذلك مالاً عظيماً. فأمر بذلك القاضي ببغداد يوسف بن يعقوب، وحمل إليه المال (١٠)، فأنفذ بعضه سفاتجاً (١١)، وأنفذ بعضه في أيام الحج مع ابنه أبي بكر عبد الله بن يوسف، وكان يقدم في كل سنة على حوائج الخليفة، ومصالح الطريق وعمارتها. فقدم


(١) في ب: الخياطين.
(٢) قوله: ((في)) ساقط من ب، ج.
(٣) في ب، ج زيادة على.
(٤) شفاء الغرام (١/ ٢٢١ - ٢٢٢).
(٥) في ب، ج: وأن رخام.
(٦) في ب، ج: فهو.
(٧) في ب، ج: يحتاج أن يتم.
(٨) في أ: ويعزق، وقوله: «الوادي» كرر في أ.
(٩) قوله: ((الحرام)) ساقط من ب، ج.
(١٠) في ب، ج: المال إليه.
(١١) في ب، وشفاء الغرام: صفائح.
وسفاتج: يقال سفتج بالنقد أي عمل سفتجة؛ وهي أن يعطي آخر مالاً ولهذا الآخر مال في بلد المعطى فيوفيه إياه هناك، فيستفيد أمن الطريق. والجمع سفاتج وسفاتيج، واللفظ فارسي معرب (المعجم الوسيط).

<<  <  ج: ص:  >  >>