للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٦٨٢ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، قال: أخبرني مقاتل، عن الضحاك بن مزاحم، قال: بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق، وأن ماءها يذهب بالصداع، وأن الاطلاع فيها يجلو البصر، وأنه سيأتي عليها زمان تكون أعذب من النيل والفرات (١).

قال أبو محمد الخزاعي: وقد رأينا ذلك في سنة إحدى (٢) وثمانين ومائتين، وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة، فسال واديها بأسيال عظام في سنة تسع وسبعين وسنة ثمانين ومائتين، فكثر ماء زمزم وارتفع، حتى (٣) قارب رأسها، فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبع أذرع أو نحوها، وما رأيتها قط كذلك، ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك، وعذبت جداً حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التي يشربها أهلها، وكنت أنا وكثير من أهل مكة نختار الشرب منها لعذوبته، وإنا رأيناها (٤) أعذب من مياه العيون، ولم أسمع أحداً من المشايخ يذكر أنه رآها بهذه العذوبة، ثم غلظت بعد ذلك في سنة ثلاث وثمانين وما بعدها، وكان الماء في الكثرة على حاله (٥)، وكنا نقدر أنها لو كانت في بطن وادي مكة لسال ماؤها على وجه الأرض، لأن المسجد أرفع من الوادي، وزمزم أرفع من المسجد، وكانت فجاج مكة وشعابها في هاتين السنتين وبيوتها التي في هذا الموضع تتفجر ماء.


٦٨٢ - إسناده حسن.
ذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/ ١٥٣) وعزاه إلى الأزرقي.
(١) في ج: ومن الفرات.
(٢) في أزيادة واثنتين.
(٣) في ج زيادة كان ..
(٤) في ب، ج: رأيناه.
(٥) إتحاف الورى (٢/ ٣٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>