للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبي. فقال له أبي: عم تسأل؟ قال: أسالك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت لم كان؟ وأنى كان؟ وحيث كان، وكيف كان؟ قال (١) له أبي: نعم، من أين أنت؟ قال: من أهل الشام. فقال: أين مسكنك؟ قال: في بيت المقدس. قال: فهل قرأت الكتابين؟ - يعني التوراة والإنجيل - قال الرجل: نعم. قال أبي: يا أخا أهل الشام؛ احفظ ولا تروين عني إلا حقاً. أما بدء هذا الطواف بهذا البيت؛ فإن الله قال للملائكة: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة﴾ [البقرة: ٣٠] قالت الملائكة: أي ربّ! أخليفة من غيرنا؟ ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون؟ أي رب اجعل ذلك الخليفة منا، فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء، ولا نتباغض، ولا نتحاسد، ولا نتباغى (٢)، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، ونطيعك ولا نعصيك. قال الله تعالى: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٣٠].

قال: فظنت الملائكة أن ما قالوا [ردّ] (٣) على ربهم ﷿، وأنه قد غضب من قولهم، فلاذوا بالعرش، ورفعوا رؤوسهم، وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون إشفاقاً لغضبه، وطافوا بالعرش ثلاث ساعات. فنظر الله تعالى إليهم، فنزلت الرحمة عليهم. فوضع الله سبحانه تحت العرش بيتاً على أربع أساطين من زبرجد، [وغشاهن] (٤) بياقوتة حمراء وسمى ذلك البيت «الضّراح»، ثم قال الله ﷿ للملائكة: طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش.

قال: فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش، وصار أهون عليهم. وهو البيت


(١) في ب، ج: فقال.
(٢) في أ: نتباهى.
(٣) في أ: ردأ.
(٤) في أ: وغشاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>