للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فأشرف على الناس فقال (١): يا أيها الناس، احمدوا الله على عمارة بيته؛ فإنا لم نجد فيه من الحدث مما كتب به إلى أمير المؤمنين، بل وجدنا الكعبة وجدراتها وإحكام [بنائها وإتقانها] (٢) على أتقن ما يكون. وابتدأ إسحاق بن سلمة عمل الذهب والفضة والرخام في الدار المعروفة بخالصة، في دار خزانة عند الحناطين، وصار إلى منى، فأمر بعمل ضفيرة تتخذ لتَرُدَّ سيل الجبل عن المسجد ودار الإمارة، فاتخذ هنالك (٣) ضفيرة عريضة مرتفعة السمك، وأحكمها بالحجارة والنورة والرماد، فصار ما ينحدر من السيل يتسرَّبُ في أصل الضفيرة من خارجها ويخرج إلى الشارع الأعظم بمنى ولا يدخل المسجد ولا دار الإمارة منه شيء، وصار ما بين الضفيرة والمسجد - وهو عن يسار الإمام - رفقاً للمسجد وزيادة في سعته. ثم هدم المسجد وما كان من دار الإمارة مستهدماً وأعاد بناءه، ورم ما كان منه مُسْتَرَماً، وأحكم العقبة وجدراتها، وأصلح الطريق التي سلكها رسول الله من منى إلى الشعب (٤) ومعه العباس بن عبد المطلب - الذي يقال له شعب الأنصار الذي أخذ فيه رسول الله البيعة على الأنصار. فكانت (٥) هذه الطريق قد عفت ودرست، وكانت الجمرة زائلة عن [موضعها] (٦)، أزالها جهال الناس برميهم الحصى، وغفل عنها حتى أز يحت (٧) عن موضعها شيئاً يسيراً منها ومن فوقها، فَرَدَّها إلى موضعها الذي لم يزل عليه، وبنى من ورائها جداراً أعلاه عليها، ومسجداً متصلاً بذلك الجدار؛ لئلا يصل إليها من يريد الرمي من أعلاها، وإنما


(١) في ب، ج: وقال.
(٢) في أ: بنائها وإتقانه، وفي ج: فنائها وإتقانها.
(٣) في ب، ج: هناك.
(٤) الفاكهي (٤/ ٢٧٩).
(٥) في ب، ج: وكانت.
(٦) في أ: مواضعها، وكذا وردت في الموضع التالي.
(٧) في ج، وإتحاف الورى: أزيلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>