للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[وكثرت] (١) الكسوة أيضاً عليها جداً، فجردها حسين بن حسن الطالبي في الفتنة، وهو يومئذ قد أخذ مكة ليالي دعت المبيضة إلى أنفسها وأخذوا مكة، فَجَرَّدَها حتى لم يبق عليها من كسوتها شيئاً.

قال أبو الوليد: قال جدي: فاستدرت بجوانبها وهي مُجَرَّدَة، فرأيت حدات (٢) الباب الذي كان ابن الزبير جعله في ظهرها وسَدَّهُ الحَجاج بأمر عبد الملك، فرأيت حداته وعتبه على حالها، وعددت حجارته التي سدّ بها، فوجدتها ثمانية وعشرين حجراً في تسعة مداميك، في كل مدماك ثلاثة أحجار، إلا المدماك الأعلى؛ فإن فيه أربعة أحجار، ورأيت (٣) الصلة التي بنى الحجاج مما يلي الحجر، حين هدم ما زاد ابن الزبير، قال: فرأيت تلك الصلة بينة في الجدر، وهي كالمتبرية من الجدر الآخر.

قال إسحاق: ورأيت جدراتها (٤) كلون العنبر الأشهب حين جردت في آخر ذي الحجة من سنة ثلاث وستين ومائتين، وأحسبه من تلك الغالية.

قال: وكان تجريد الحسين بن الحسن إياها أول يوم من المحرم، يوم السبت سنة مائتين. ثم كساها حسين بن حسن كسوتين من قرّ رقيق؛ إحداهما صفراء، والأخرى بيضاء مكتوب بينهما: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار. أمر أبو السرايا الأصفر بن الأصفر داعية آل محمد، بعمل هذه الكسوة لبيت الله الحرام (٥).

قال أبو الوليد: وابتدأت كسوتها من سنة المائتين، [وعدتها] (٦) إلى سنة أربع


(١) في أ: فكثرت.
(٢) في ج: جدرات.
(٣) في ج: رأيت.
(٤) في ج: حداتها.
(٥) إتحاف الورى (٢/ ٢٦٥).
(٦) في أ: وعلنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>