للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

التي اخترمها المخلوع في الدين؛ فإنه قد كان جريئاً على الغدر، والاستخفاف بما أكد في بيت الله الحرام وحرمه وتوخى الإمام تذكير من تنفعه الذكرى، ليزيدهم به يقيناً في دينهم، وتعظيماً لبيت ربهم، وتحذيراً لمن استخف وتعدى.

فإنما علقنا هذا التاج بعد غدر المخلوع وإخراجه [الشَّرَطين] (١) وإحراقه إياهما، فأخرجه الله من مُلكه بالسيف، وأحرق مَحلَّته بالنار؛ عبرة وعظة وعقوبة بما كسبت يداه وما الله بظلام للعبيد.

وبعد عقد الإمام المأمون - أكرمه الله - بخراسان لذي الرياستين: الفضل بن سهل، وتوليته إياه المشرق، وبلوغ الراية السوداء [إلى] (٢) بلاد كابل (٣) ونهر السند (٤)، وتصيير مهرب بني دومي كابل شاه سريره وتاجه على يدي ذي الرياستين إلى باب الإمام المأمون أمير المؤمنين، وإسلام كابل شاه وأهل طاعته على يدي الإمام بمرو. فأمر الإمام - جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً الثروة (٥) من الأئمة المهديين - أن يدفع السرير إلى خزان (٦) بيت مال المسلمين بالمشرق، ويعلق التاج في بيت الله الحرام بمكة. وبعث به ذو الرياستين؛ والي الإمام على المشرق، ومدبر خيوله، وصاحب دعوته، بعد ما اجتمع المسلمون على طاعة الإمام المأمون أمير المؤمنين - أكرمه الله - ووفوا له بوفائه بعهد الله، وأطاعوه


(١) في أ: الشرطان.
(٢) قوله: «إلى» ساقط من أ، ب. والمثبت من ج.
(٣) كابل: بلاد بين الهند وسجستان في ظهر الغور، وكابل اسم يشمل الناحية ومدينتها العظمى، غزاها المسلمون أيام بني مروان وافتتحوها، وأهلها مسلمون (معجم البلدان ٤/ ٤٢٦). وهي حالياً بلاد أفغانستان وعاصمتها كابول.
(٤) نهر السند هو النهر الذي سميت به ولاية السند، وقد فتحت في عهد الوليد بن عبد الملك على يد القائد محمد بن القاسم الثقفي (دائرة المعارف الإسلامية ١٢/ ٢٥٦ - ٢٥٧).
(٥) في ب: لتروه.
(٦) قوله: «خزان» ساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>