للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهما أخشبا مكة (١) فكان يرميهم بها، فتصيب الحجارة الكعبة حتى تخرق كسوتها عليها، فصارت كأنها جيوب النساء، فوهن الرمي بالمنجنيق الكعبة، وذَهَبَ (٢) رجل من أصحاب ابن الزبير يوقد ناراً في بعض تلك الخيام مما يلي الصفا، بين الركن الأسود والركن اليماني - والمسجد يومئذ ضيق صغير - فطارت شرارة في الخيمة فاحترقت، وكانت (٣) في ذلك اليوم رياح شديدة - والكعبة يومئذ مبنية بناء قريش؛ مِدْماك من ساج ومِدْماك من حجارة، من أسفلها إلى أعلاها، وعليها الكسوة - فطارت الرياح بلَهَب تلك النار، فاحترقت كسوة الكعبة، [واحترق] (٤) الساج الذي بين البناء (٥).

وكان احتراقها يوم السبت لثلاث ليالٍ خَلَوْنَ من شهر ربيع الأول، قبل أن يأتي نعي يزيد بن معاوية بتسعة وعشرين يوماً، وجاء نعيه في هلال شهر ربيع الآخر ليلة الثلاثاء، سنة أربع وستين، وكان توفي لأربع عشرة [ليلة] (٦) خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين. وكانت خلافته ثلاث سنين وسبعة أشهر.

فلما احترقت الكعبة واحترق الركن الأسود فتصدع؛ كان ابن الزبير [قد] (٧) ربطه بالفضة، فضعفت جُدْرَات الكعبة، حتى أنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها، ويقع الحمام عليها فتتناثر حجارتها، وهي مُجَرِّدة مُتَوهّنة من كل جانب، ففزع لذلك أهل مكة وأهل الشام جميعاً، والحصين بن نمير مقيم محاصر ابن الزبير.

فأرسل ابن الزبير رجالاً من أهل مكة من قريش وغيرهم، فيهم عبد الله بن خالد


(١) إتحاف الورى (٢/ ٦١).
(٢) في ب، ج: فذهب.
(٣) في ب: وكان.
(٤) في أ: فاحترق.
(٥) إتحاف الورى (٢/ ٦٢).
(٦) قوله: ((ليلة)) زيادة من ب، ج.
(٧) في أ: بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>